author

160x600

يوجد صنفان من الناس يجب أن نتجنب ائتمانهما على أسرارنا صغرت أو كبرت، أمّا الأوّل فهو المرأة التي تستطيع أن تتحدث بالهاتف ساعتين متواصلتين أو أكثر دون أن تشعر بأي ملل، والصنف الثاني هو الرجل الذي يبسط يديه في المجالس ويطلق لسانه ولا يدع فرصة لغيره في الحديث في المجالس العامّة أو الخاصّة.والسبب في عدم جواز ائتمان هذين الصنفين من الناس على الأسرار أنهما في أثناء حديثهما قد ينضب ما لديهما من موضوعات وأفكار وأخبار فيأخذان في النبش في ذاكرتهما عن أي موضوعات تخصّ معارفهما وربما أقرب الناس إليهما، فيخوضان في سيرهم وأخبارهم وأسرارهم.وإذا ما جرّبنا أن...

الخميس 2016 10 13 00:00

هل يواجه التطرّف بالتطرّف ؟!

أستمع كثيراً إلى حوارات السياسيّين والمثقفين حول أسباب أزمة الأمّة و انفراط عقدها على هذا النحو الذي نشهده اليوم ولا نملك أن نفعل شيئاً إزاءه، فيخيفني كثيراً ما تنزلق إليه تلك الحوارات أو ما تنتهي إليه. صحيح أنّ من حقّ المثقف أو السياسي أو المفكر أن يذهب في تفكيره كيفما يشاء، فكلّ إنسان حرٌّ في تفكيره، ولكن أن ينسى هؤلاء المثقفون والمفكرون الأسباب الحقيقية لمعاناة هذه الأمّة، وهو الوجود الصهيوني الطارئ والغريب على الأرض العربيّة، والدعم المطلق الذي يتلقاه الصهاينة من الغرب الأوروبي والأمريكي وسواه عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وفكرياً، حيث...

الخميس 2016 10 6 00:00

بـيـئـة الإبـداع

أشعر بكثير من الغيرة وأنا أشاهد عالماً أجنبياً يتحدّث عن اختراعٍ حديث قام به أو شارك في اختراعه بفرحٍ وسعادة، وأتأمل في ملامح وجهه باحثاً عن ضيقٍ أو قلقٍ أو غضبٍ أو بؤسٍ أو شقاء، فكلّ ما يحتاج إليه العالِم في تلك المجتمعات كي يبدع في علمه ويأتي بشيء جديد يُهَيَّأ له بسهولة، ودونما جهد كبير. ولذلك نجدهم يخترعون كلّ يوم جديداً ويقدّمون لمجتمعاتهم ما يسهّل عليها عيشها ورفاهها.عندما أنظر في عينيْ عالِمٍ أجنبيّ وهو يعرض علينا اكتشافه، أحسُّ أنّ الكون كلّه كان في خدمته وهو يبحث حتّى وصل إلى مكتشفاته، وأتساءل بيني وبين نفسي: هل يمكن أن يكون مثل هذا...

الخميس 2016 09 29 00:00

لُغَــةٌ و كُـتَل

يفترض في كلّ كتلة من الكتل التي تشكلت لخوض الانتخابات النيابية أن يشارك أعضاؤها في صياغة بيانها الانتخابي بحيث يخرج متماسكاً ومقنعاً وبريئاً من المآخذ والأخطاء، ويفترض كذلك أنّه متى سَهَتْ عينُ أحد أعضاء الكتلة عن خطأ وقع في البيان أن لا تسهو عيونُ بقية الأعضاء عنه، فلا بدّ أن يتمّ التقاط الخطأ من عضو ما من أعضاء الكتلة، ولا سيّما أنّ أكثرهم ممّن لهم حظٌّ وافرٌ من المعرفة والتحصيل، فمنهم من يحمل درجة الدكتوراه، ومنهم الطبيب، ومنهم المهندس، ومنهم المحامي، ومنهم صاحبُ الخبرة الطويلة في مجالات شتّى.ولكن ما امتلأت به بيانات الكتل وشعاراتها...

الخميس 2016 09 22 00:00

هل يـتجـزّأُ الـذوْق؟!

قد تسمع شخصاً يتحدّثُ فتعجبك لباقته في الحديث واختياره لعباراته وقدرته على فتْن الناس بأسلوبه، ولكنْ هل تتوقع منه وهو يتناول الطعام مع مجموعة من الناس أن تكون طريقته في الأكل مثيرةً للتقزّز وتخلو من الذوق أو هل تتوقّع منه أن يلبس ملابس ينفر منها الناظر بسبب قذارتها أو تنافر ألوانها أو قياساتها.وقد ترى شخصا في كامل أناقته في لباسه ومراعاته للنظافة وحسن الهندام وانسجام الألوان ومناسبة القياسات إلى غير ذلك، ولكن هل تتوقّع منه أن يكون سلوكه بذيئاً، فيقاطع الناس وهم يتحدثّون قبل أن يتموّا كلامهم، ويرفع صوته عالياً وهو يتحدث دون سبب لذلك، أو ينشغل...

الخميس 2016 09 8 00:00

نـشـرة أخـبـار

ليس من الصعب علي أيّ متابعٍ لأي نشرة أخبار، سواءً أكانت على القنوات التلفزيونية أو المحطات الإذاعية أو حتّى مواقع التواصل الاجتماعي الإخبارية، أن يدرك الفرق بين الأخبار التي تخصّ الدول العربيّة وتلك التي تخصُّ غيرها. فأخبار العرب مخضبّة بالدم و الدموع، وأخبار غيرهم مزدانة بالإبداع والنجاح والتطوّر. في بلداننا العربيّة أخبار قصف وقتل وجرح وتدمير وحرق وتهجير ولجوء واعتقال وغارات وهدم وتفجير وانسحاب وتراجع وهجمات إلى غير ذلك من المصطلحات التي تتّسع دائرتها يوماً بعد يوم.وفي دول العالم الأخرى نسمع أخبار اكتشاف علاجٍ لمرض أو تجربة طبيّة ناجحة أو...

الخميس 2016 09 1 00:00

الوطن العربي حقل تجارب

ما يشهده الوطن العربيّ الممزّق من تداعي الأمم عليه كما تتداعى الأكلة على قصعتها له أسبابٌ كثيرة قد يختلف الناسُ (والخبراء الاستراتيجيون العرب الذين لا يعدّون لكثرتهم!) في ترتيبها، فمنهم من يقدّم العامل الأخلاقي، ومنهم من يقدّم العامل الديني، ومنهم من يقترح العامل الجينيّ، ومنهم من يقدّم العامل الثقافي، ومنهم من يقدّم العامل السياسي، ومنهم من يرى أنّ الأمر لا يتجاوز المصالح الاقتصادية للدول العظمى، ومنهم من يردّ كلّ شيء إلى تواطؤ الغرب والشرق على العرب، ومنهم من يتحدث عن تنظيم عالمي خفيّ لا يعلم أهدافه ومخططاته إلاّ الله تعالى والراسخون في...

الخميس 2016 08 25 00:00

الكـاتـب وشـركـاؤه

لكلّ كاتب وهو يكتب شركاء في الكتابة، قد يعرف بعضهم وجهاً لوجه، وقد يجعل أكثرهم، لكنهم جميعهم تمتدّ أيديهم إلى قلم الكاتب وهو يكتب ويحاولون جاهدين تحديد مساره كلٌّ حسب رغبته واتجاهه وفلسفته. وهؤلاء الشركاء هم القرّاء والنقّاد، فعندما يأخذ الكاتب في كتابة نصّه سواءً أكان قصّة أم قصيدة أم مسرحية أم مقالة، فإنه في أغلب الأحيان يتخيّل ردّة فعل قارئه وناقده، ويحسب لهما حساباً يجعله يغيّر في هذه الجملة ويبدّل في هذه العبارة، ولا يكون ذلك من باب التخلّي عن الرأي والمبدأ لصالح رأي القارئ ومبادئه، بل من باب عدم إساءة الفهم في سياقٍ من السياقات، فليس كلّ...

الخميس 2016 08 18 00:00

الشـكّ والتشكيك!

الشكُّ منهج مهمّ من مناهج الوصول إلى المعرفة والحقيقة، وقد اتبعه العلماء المسلمون وغيرهم قديماً وحديثاً لإثبات الحقائق، وجعلوا لاتّباعه أصولاً وقواعد مهمّة، ثمّ جاء الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت (1596-1650) الذي نسب إليه منهج الشكّ وقال «كلّما شككت ازددتُ تفكيراً فازددت يقيناً بوجودي».وفي اعتقادي أن الشكّ شرطٌ أساسي في البحث العلمي، إذ لا يجوز للباحث أن يأخذ كلّ ما يقرأه أو يسمعه مسلّمات يبني عليها أحكاماً ونتائج، بل لا بدّ له أن يزن تلك المعلومات ويقلبها قبل أن يسلّم بصدقها. وفي رأيي أن الباحث الذي لا يشكّ في أدبيّات بحثه هو باحثٌ مشكوك في...

الأربعاء 2016 08 10 00:00

بين الدول و الرجال

يُعْرَفُ الرجال بمواقفهم وسلوكهم وطبائعهم، ويعرف أصحاب المروءة بما يصدر عنهم من أفعال أو ردود أفعال في المواقف المختلفة. ومتى قيل عن شخصٍ ما بأنّه كبير القدر والشأن، فإنه لا ينظر إلى سنّه ولا إلى ما يملك من مال وأطيان ولا إلى ما يحتلّه من مناصب ولا إلى طوله أو عرضه أو وزنه، بل ينظر في العادة إلى صبره وحلمه وسماحته وتضحيته وإنكاره لذاته وعمله لمصلحة غيره، وأن يكون محبوباً من الناس ومقبولاً لدى كثير منهم، وأن يسعى في الصلح بين الناس، وأن لا يسارع في الإفصاح عن مشاعره السلبيّة إزاء أحد، وأن لا يكون متسرّعاً في حكمه على الأشخاص الآخرين بل يتريّث في...

الخميس 2016 08 4 00:00

صفحة 27 من 28

1 2 ... 24 25 26 27 28