خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

حكمة قائد ومسيرة وطن

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
رأينا

شهد العالم خلال العام المنصرم تحديّاتٍ استثنائيةً تمثلت في تصاعد الأزمات الإقليمية وانعكاساتها الإنسانية، إلا أن الأردن، تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، استطاع أن يرسخ حضوره كصوتٍ للضمير الإنساني وقوة فاعلة في تعزيز الاستقرار.

برز هذا الدور جليًّا في الموقف الأردني الثابت تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث لم يكتفِ الملك بالشجب والاستنكار، بل حوّل الكلمات إلى أفعال عبر إرسال طائرات الإغاثة الأردنية بأمرٍ مباشر منه، لتصبح أول مساعدات عابرة للحدود تصل إلى القطاع المحاصر.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، ففي خطوةٍ رمزيةٍ قوية، حلّق بنفسه فوق سماء غزة وأوصلها، مؤكدًا تضامن الأردن اللامحدود مع الشعب الفلسطيني، في مشهدٍ أعاد للأذهان التزام الهاشميين التاريخي بحماية المقدسات.

لم تكن هذه المبادرات مجرد ردود فعل عابرة، بل تحولت عمّان إلى محطةٍ رئيسية لتنسيق الجهود الإغاثية الدولية، مما عمّق مكانة المملكة كجسرٍ لإغاثة الأهل عملياً وسياسياً في قلب الأزمة.

على الصعيد الدولي، حوّل الملك عبدالله الثاني المنابر العالمية إلى مساحاتٍ للدفاع عن عدالة القضية وحقوق الشعب الفلسطيني ففي خطابه التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تجاوز جلالته الخطاب الدبلوماسي التقليدي إلى كلامٍ صريحٍ نابعٍ من قناعةٍ راسخة، حيث دعا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته الأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً أن «السلام لن يُبنى على أشلاء الأبرياء».

هذا الموقف الحازم، الذي جمع بين الحكمة والواقعية، لم يعزز فقط مكانة الأردن كدولةٍ صاحبة موقفٍ أخلاقي، بل أكّد أن القوة الناعمة القائمة على المبادئ يمكنها أن تكون أبلغ تأثيرًا من المواجهات العسكرية أيضاً. وقد تزامن هذا الخطاب مع جهودٍ دبلوماسية مكثفة لشرح تداعيات الأزمة الفلسطينية على الأمن الإقليمي، مما دفع دولًا عديدة إلى مراجعة سياساتها.

على المستوى الداخلي، واصل الأردن مسيرته الإصلاحية بخطى ثابتة، رغم التحديات الاقتصادية الناجمة عن الأزمات الإقليمية وتداعيات جائحة كورونا. قاد الملك عبدالله الثاني عملية تحديثٍ شاملة، بدءًا من تعزيز النزاهة في مؤسسات الدولة، ومرورًا بإصلاحاتٍ تشريعيةٍ عززت المشاركة السياسية، وصولًا إلى إجراء انتخاباتٍ نيابيةٍ لاقت ترحيبًا دوليًا لمستوى نزاهتها.

ولم تكن هذه الإصلاحات مجرد خطواتٍ إدارية، بل تجسيد لرؤيةٍ تضع المواطن في صلب الأولويات، عبر الاستثمار في التعليم والصحة وتمكين الشباب، الذين يشكلون العمود الفقري لاستراتيجية «رأس المال البشري». كما حرص الملك على تعزيز الحوار المباشر مع المواطنين، في جولاتٍ ميدانيةٍ مستمرةٍ لسماع هموم الناس، في نموذجٍ فريدٍ للقيادة التي بلورت عصفاً فكرياً وذهنياً لا ينفصل عن واقع شعبها.

في قلب منطقةٍ تعصف بها الاضطرابات، حافظ الأردن على مكانته كواحة أمنٍ واستقرار، ليس عبر القوة العسكرية، بل بفضل العقد الاجتماعي المتين بين القيادة والمواطن. فبينما شهدت دول الجوار تحولاتٍ دراماتيكية، ظلّت المملكة منيعةً بوجه الأعاصير الإقليمية، بفضل سياساتٍ متوازنةٍ تجنبت الانزلاق إلى الصراعات، مع الحفاظ على ثوابتٍ وطنيةٍ واضحة.

هذا الاستقرار لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج رؤيةٍ ملكيةٍ ثاقبة تعلي من شأن الحوار وتعدد الآراء، وتدرك أن الأمن الحقيقي يُبنى بتوفير حياةٍ كريمةٍ للمواطنين. وقد تجلى ذلك في إطلاق مشاريع تنمويةٍ ضخمةٍ رفعت من جودة الخدمات العامة، وفي الوقت نفسه، حافظت على التوازنات المالية رغم الأعباء الاقتصادية والظروف الإقليمية الصعبة.

على الصعيد الشخصي، حمل العام المنصرم بعدًا إنسانيًّا خاصًّا للملك عبدالله الثاني، الذي أصبح جدًّا للمرة الأولى بمولد حفيدته، الأميرة إيمان بنت الحسين. هذا الحدث العائلي أضاف لمسةً من الأمل لمسيرة قائدٍ يُجسّد في علاقته بشعبه روح الأبوة الحانية، حيث يُعرف عنه حرصه على التواصل المباشر مع المواطنين، خاصة الأطفال، الذين يخصص لهم جزءًا من برنامجه اليومي. هذه الروح الإنسانية تنعكس في سياساته التي تضع الفرد في القلب، سواء عبر دعم الأسر الفقيرة، أو تمكين المرأة، أو رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، في نموذجٍ يثبت أن ال?يادة الرشيدة لا تنفصل عن القيم الإنسانية.

في ذكرى ميلاده الثالث والستين يواصل الملك عبدالله الثاني الوفاء لعهدٍ بدأ قبل ثلاثة وستين عامًا، حين حمله والده طفلًا بين جموع الشعب ليكون قائدًا لهم. اليوم، يحمل الملك نفس الالتزام تجاه مستقبل الأردن، ماضياً في تعزيز المكتسبات ومواجهة التحديات برؤيةٍ لا تعرف المستحيل. فمنذ تسلّمه الراية، حوّل جلالته المملكة إلى منصةٍ للحوار الدولي، ومختبرٍ للإصلاحات الناجحة، وشاهدٍ على أن الإرادة السياسية قادرة على صنع المعجزات حتى في أكثر الظروف تعقيدًا.

وفي الوقت الذي تنظر فيه الشعوب العربية إلى محيطها المضطرب، يجد الأردنيون في قيادتهم مصدرًا للثقة، فالملك، برأيهم، ليس مجرد حاكم، بل رمزٌ لاستمرارية الأمن واستقرار الوطن، وحارسٌ لكرامته، وقائدٌ يكتب فصلًا جديدًا من تاريخ الأردن الحديث، حيث تتعانق الإرادة الشعبية مع الرؤية الملكية لصنع غدٍ ومستقبل أفضل.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF