في عيد الأضحى المبارك، ما احوجنا نحن ابناء هذا البلد الطيب ان نأخذ الدروس والعِبر من معاني عيد التضحية والفداء، وان ننقي ايماننا وقلوبنا من الشوائب وان نتوجه الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء بأن يحفظ بلدنا وشعبنا وقيادتنا من كل سوء، وان يوفقنا لفعل كل ما هو خير ومفيد لمسيرتنا الوطنية، بعيداً عن الانانية والاضغان والمصالح الشخصية العابرة وأن ندرك اليوم اكثر من اي يوم مضى، أننا جميعاً في مركب واحد، واننا نحصد الخير والعمل الصالح اذا ما صدقنا في توجهاتنا وصفت قلوبنا، وأخلصنا في عملنا، وان بسوء أفعالنا او سوء تقديرنا سندفع جميعاً ثمن اي تقاعس او خذلان او تلكؤ في خدمة مصالحنا الوطنية العليا.
في عيد الاضحى المبارك ونحن على ابواب استحقاق وطني كبير، يجدر بنا ان نقوم بما تمليه علينا ضمائرنا، وأن نشارك بفاعلية واخلاص في هذا الاستحقاق، بعيداً عن النظرات السوداوية وتلك المتشائمة التي تفترس العدمية، اذ ليس صحيحاً ابدا، ولم يكن صحيحاً في يوم من الأيام ان المشاركة وغير المشاركة سيّان، بل هذا الموقف هو أعلى درجات السلبية والجنوح نحو التشاؤم غير المبرر، وخصوصاً ان انتخابات العشرين من هذا الشهر، ستجري وفق قانون انتخاب جديد يطوي صفحة قانون الصوت الواحد، ويؤسس لمرحلة جديدة، من المؤكد انها ستنتهي الى تشكيل حكومات برلمانية، ما يعني اننا عندما نفرز مجلس نواب «نوعي» بقرار منا جميعاً، نضمن ان تكون مخرجات هذا الانتخاب ديمقراطية وتمنح السلطة التشريعية (مجلس النواب) القدرة على القيام بدوره الدستوري في التشريع ومراقبة السلطة التنفيذية والالتفات الفعلي والعملي لخدمة جمهور الناخبين الذين انتدبوهم للندوة البرلمانية، أما الزعم بأن المشاركة وعدم المشاركة تصب في اتجاه واحد، فهو بالفعل محاولة للتملص من المسؤولية والقاء تبعات هذه السلبية على الآخرين.
في عيد الأضحى المبارك، يتطلع الاردنيون حواليهم بثقة واطمئنان الى ان المستقبل الى جانبهم وان ما نواجهه من تحديات وصعوبات ستكون عابرة ومؤقتة لظروف اقليمية ودولية حساسة ومتقلبة ندفع جزءاً من استحقاقاتها لأننا نتأثر بها ولسنا في عزلة عنها لأسباب عديدة، وان ما قطعته مسيرة الاصلاح من شواطئ في اتجاه انجاز الاهداف النبية التي تم وضعها وخصوصاً في قطاعات الاقتصاد والتعليم والرعاية الصحية والخدمات العامة، يمنح المزيد من التفاؤل بأننا نسير في الاتجاه الصحيح.
في عيد الأضحى المبارك، يضرع الاردنيون الى المولى عز وجل بأن يحفظ بلدهم وشعبهم وقائدهم وان يديم عليهم نعمة الأمن والاستقرار التي ينعمون بها في اقليم مشتعل ومضطرب ومثقل بالأزمات، وهو ما كان ليتم لولا بسالة وجهوزية قواتنا المسلحة والجيش العربي واجهزتنا الأمنية وحكمة وبُعد نظر قيادتنا الهاشمية الفذة.
كل عام وأنتم بخير..
