رأينا
مع انتهاء مرحلة الترشح، نقول إن العملية الانتخابية بزخمها الشعبي قد بدأت، بعد ان فنّدت الاشاعات المقصودة وغير المقصودة كافة ، والتي هدفت الى التشكيك بقدرة الأردنيين على تشكيل القوائم وبناء التحالفات، و بقدرة’ هذا الشعب المتعلم والمثقف على فهم قانون الانتخاب، حتى وإن كان جديداً ويحتاج لوقفه لفهم تفاصيله.
اليوم نقول إن العملية الانتخابية انطلقت وبقوة، من خلال قراءة في القوائم المشكلة وبرامجها، التي كانت اكثر مما هو متوقع ومن دخول ذوات في سباق المنافسة نحو قبة البرلمان ، ومنهم من له باع طويل في العمل السياسي والحزبي والنقابي والاجتماعي، الى جانب ما يقرب من 20% من المترشحين من خلفيات حزبية، فضلا عن ترشح ملفت للمرأة الأردنية، اذ وصل رقم المتقدمات بطلبات ترشح الى(258) مرشحة، يأملن بالفوز من خلال التنافس، ومن لم تسنح لها الفرصة، فإن المنافسة على المقاعد المخصصة للكوتا من نصيبهن، ونتوقع أننا سنشهد عدداً من السيدات في المجلس المقبل اكثر من 15 مقعداً.
في الاطار ذاته ، فاننا نرفع القبعة احتراما للهيئة المستقلة للانتخاب، التي وضعت اجراءات مهمة ومتقدمة في علم العمليات الانتخابية اتسمت في السهولة والدقة في استقبال طلبات الترشح، اذ شهد على ذلك تقاريرالهيئات الرقابية التي اشادت بعمل الهيئة، ورغم وجود ملاحظات لكنها لم تؤثر على سير عملية الترشح، بل وتعاملت الهيئة مع احدى الحالات قبل أن يصدر المراقبون تقاريرهم، باقالة احد رؤساء اللجان وتعيين البديل فورا، دون تردد او تخبط، يضاف الى ذلك كله، التحدي الأبرز في توعية راغبي الترشح، حيث أثبتت الهيئة نجاح خطتها لهذه المرحلة من خلال المعرفة المميزة للمرشحين بالوثائق والبيانات المطلوبة وآليات الترشح وشكلها، مما سهّل عمل لجان استقبال طلبات الترشح، ومنح العملية الانتخابية والمتابعين لها الثقة في المراحل المقبلة.
الكرة اليوم في ملعب الناخب من خلال اقباله على صناديق الاقتراع، بعد ان اثبتت الهيئة قدراتها وجاهزيتها، وضماناتها للنزاهة والحياد، فعلى الناخب اليوم ان يختار من يمثله بعناية وحرص، ويقرأ البرامج الانتخابية، ويتحقق من قدرة القائمة التي اختارها على تنفيذها، ومن خلال استخدامنا لكلمة «صراحة» فأن الأردنيين لم يعد بصدورهم وسع تقبّل الانتقاد لأداء المجالس النيابية من قبل من لم يشارك في انتخابها، واكتفى بالجلوس في منزله بدلا من التوجه نحو صناديق الاقتراع والإدلاء بصوته ولو بورقة غير مؤشر عليها، لم يكن شريكا في صناعة المستقبل، أويساهم في « الأردن ينتخب» ويشعل الشمعة، بدلا من لعن الظلام.