بغداد - ا ف ب - يتعرض الطبيب البيطري نمير عبد الفتاح لمخاطر كبيرة وهو يمارس مهنته التي قضى فيها اكثر من 26 سنة في مدينة مثل بغداد لكنه لم يتوان ابدا عن ذلك حتى بعد اصابته بجروح بالغة في ساقه بشظايا انفجار وهو في طريقه لمعالجة احد الحيوانات.
ويؤكد عبد الفتاح انه نجا من العديد من الحوادث التي وقعت بالقرب منه خلال تنقله في شوارع بغداد خلال السنوات التي تلت الغزو الاميركي.
وقال ''تحطم زجاج سيارتي عندما كنت في طريقي لفحص كلب احد زبائني، فيما اصبت في حادث اخر بشطية في ساقي نتيجة سقوط قذيفة بالقرب من سيارتي جنوب بغداد''.
واضاف ''كل هذه الامور لم توقفني ابدا عن مواصلة عملي'' في رعاية الحيوانات التي يكن لها حبا شديدا. ويقول ''من المؤسف انني لا استطيع تربية حيوانات في منزلي لاني اقضي نحو 15 ساعة من يومي خارج المنزل''.
ويعالج عبد الفتاح كل انواع الحيوانات من اكبرها الى اصغرها، كلاب وطيور وحتى نمور مؤكدا ان ''الناس لا يزالون يرغبون في الاعتناء بالحيوانات على الرغم من كل شيء''.
واضاف ''هناك الكثير من انواع الكلاب غالية الثمن مثل البيكينيز يحتفظ بها اصحابها داخل منازلهم ولا يصحبونها الى الخارج خوفا عليها من الاخطار''.
وبدا عبد الفتاح (46 عاما) الحاصل على شهادة الطب البيطري من جامعة بغداد بالاضافة لشهادة تخصص في معالجة الحيوانات الصغيرة من المانيا، مسرعا وهو يعد حقيبة كبيرة تحوي معدات جراحة ومواد طبية مختلفة خاصة بالحيوانات بعد تلقيه مكالمة هاتفية.
واوضح عبد الفتاح وهو في طريقه لعلاج قطة صغيرة ''كان من الصعب جدا الحصول على العلاج المناسب في زمن صدام بسبب الضرائب وبسبب الصعوبات الناجمة عن الحصار الذي فرضته الامم المتحدة على العراق الذي منع من الاستيراد بصورة كاملة''. وخضع العراق لحصار قاس خلال تسعينات القرن الماضي، بقرار من الامم المتحدة اثر اجتياحة الكويت.
واضاف الطبيب بعد ان وصل الى العنوان المطلوب، وتمكن من حقن القطة الصغيرة بمضاد حيوي وفيتامين لاصابتها بجروح جراء حادث سير ''الان استطيع الحصول على الادوية التي احتاج اليها والتي استوردها من الخارج بنفسي''.
واوضح عبد الفتاح انه كان يعالج الكلاب البوليسية في زمن النظام السابق.
وقبل حوالي شهر فقط تمكن عبد الفتاح من انقاذ حياة كلب من فصيلة (جيرمن شيبرد) اصيب بنحو 20 شظية اثر سقوط قذيفة هاون بالقرب من منزل في حي اليرموك (غرب بغداد).
وقال هذا الطبيب الذي يملك عيادة مجهزة بصالة عمليات ان معظم زبائنه من العائلات الثرية والدبلوماسيين لكنه يركز على عمله فقط. واوضح ''لهذا السبب بقيت حتى الان على قيد الحياة، ازور منازل مسؤولين كبار ولا اسأل اي سؤال عن طبيعة المكان وابقي نفسي على مسافة من القضايا السياسية''.
ويقتني بعض زبائن عبد الفتاح حيوانات غريبة مثل الدببة والقرود وحتى النمور والاسود.
واوضح الطبيب ''اخرجت مؤخرا رصاصة من جسد دب'' مضيفا ''ان العراقيين يحتفظون بالحيوانات الكبيرة في اقفاص في مزارعهم لكن القوات الاميركية صادرت معظم الاسود والنمور التي كان يحتفظ بها المواطنون واودعتها حديقة الحيوانات''.
ويفضل عبد الفتاح معالجة الحيوانات الصغيرة ويعتني بالحيوانات التي تعاني من امراض خطيرة في عيادته خصوصا التي تحتاج الى عناية خاصة معربا عن اسفه لافتقار بغداد الى مستشفى يرعى الحيوانات مثل غيرها من عواصم العالم.
واكد انه رفض عروضا برواتب مغرية للعمل في الامارات العربية المتحدة وكذلك مصر حيث يفضل مواصلة العمل في بغداد.
