بلال حسن التل
يحمل خطاب رموز الحركة الاسلامية في الاردن، وخاصة خلال ازمة الخلايا الارهابية التي تم الكشف عنها مؤخرا الكثير من التناقضات، التي تؤكد ان الحركة تكيل بمكيالين، وفق مصالحها التنظيمية الضيقة، فرموز الحركة بجناحيها ومنذ الاعلان عن الخلايا الارهابية، يطالبون باحترام القضاء الاردني وقراراته ويصفونه بالقضاء النزيه والمستقل، وينسون انهم يضربون بعرض الحائط احكام هذا القضاء، رافضين تنفيذها، فالقضاء الاردني المستقل والنزيه هو الذي حكم بحل جماعة الإخوان المسلمين واعتبارها جماعة محظورة، وقد مر على صدور هذا القرار عقد من الزمن، ومع ذلك ترفض الحركة تنفيذه، في تمرد واضح على القضاء واحكامه، وهي ممارسة تدل على ازدواجية المعايير عند الحركة الاسلامية، وانها تفعل غير ما تقول.
ومن تناقضات الحركة الاسلامية ايضا انها تزعم ان الخلايا الارهابية التي تم الاعلان عن اكتشافها هي عمل فردي، ومع ذلك تستنفر الحركة الاسلامية كل امكانياتها، للدفاع عن اعضاء هذه الخلايا وتبرئتهم، مع ان الاصل ان تتم معاقبتهم لانهم خالفوا الانضباط التنظيمي، وقاموا بعمل من شأنه في الحد الادنى ان يقسم صف الحركة، كما ان هذا الاستبسال في الدفاع عن اعضاء الخلايا الارهابية من شأنه ان يشجع غيرهم من أعضاء الحركة للقيام بنفس الفعل او ما يعادله، ما دام انهم سيتحولون الى أبطال وسيجدون من سيستبسل في الدفاع عنهم، حتى وان كان عملهم يعرض وجود الحركة للخطر، لانه يضعها في مواجهة الدولة، ويمثل خروجا عليها وعلى القوانين السارية فيها.
ومن تناقضات الحركة انها تتهم الاعلام الاردني بالتحريض وبث خطاب الكراهية، ومع ذلك فهم اكثر الناس حرصا على التواصل مع وسائل الإعلام الاردني، واكثر القوى السياسية ظهورا فيه، واستفادة منه، بل انني أجزم بان تعاطي الاعلام الاردني مع اخبار نشاطات الحركة الاسلامية ورموزها بجناحيها، وابراز هذه الاخبار، من أسباب قوة الحركة وانتشارها ومعرفة الناس بها؟ فهل يصنف الاعلام الاردني بانه منصف ومهني عندما يعرض خطاب الحركة الاسلامية، واتهامها للغير، ويصبح تحريضياً يبث خطاب الكراهية ان عرض وجهة النظر الاخرى، التي لا يرضى عنها الاخوان؟!
ومن تناقضات الحركة الاسلامية التي برزت خاصة في الايام القليلة الماضية، ان رموز الحركة صاروا يطالبون بعدم اللجوء الى الشارع وتحشيده حفاظا على الوحدة الوطنية، متناسين انهم هم الذين ظلوا يؤججون الشارع ويحرضونه بصورة شبه يومية خلال الستة عشر شهرا الماضية بحجة مناصرة غزة، في صورة فجة لممارسة الكيل بمكيالين، وللتناقض في ممارسات الحركة الاسلامية.
ما قدمناه في هذه المقالة مجرد أمثلة على تناقضات الحركة الاسلامية، والفرق بين اقولها وأفعالها.