ما ظلمناكم بل كنتم أنتم الظالمين لأنفسكم، وصبرنا عليكم حتى ضاق الصبر من صبرنا، وأكرمناكم فما قابلتم الإكرام إلا باللؤم والجحود، فقرار "حظركم وإقصائكم"من حياتنا، لم يكن سوى نتيجة طبيعية لأفعالكم ولتفكيركم المتطرف، الذي ما جلب إلا القبح والخراب للوطن، لا نأسف عليكم، ولا نندم على فراق من كان يضمر لنا الشر والموت، فهل تأخر هذا القرار؟
للأسف استغللتم مشاعرنا تجاه غزة، وحاولتم سرقة مشهد تضامننا ووقوفنا مع أهلها، حتى بلغ بكم الانحراف حد رفض رفع العلم، وشتم الأجهزة الأمنية التي تحميكم، وتلفيق الاتهامات للأردن وكأنه مقصر، بينما وفي الحقيقة تحمل منكم ما لا يطاق، الا ان كل تصرافاتكم لم تفاجئنا فأنتم أهل لذلك، ولكن أن تصل بكم الوقاحة إلى محاولة جرنا للفوضى وسفك الدماء؟، فهذا ما لن نسمح به بالقانون وسيف العدالة.
للأسف، سعى الإخوان ومن يدعمهم في الخارج لتغليف مشاريعهم الإرهابية في الأردن بعباءة المقاومة، عبر بيانات هدفها تضليل الرأي العام، لكنها اليوم باتت مفضوحة ومكشوفة للجميع، لانهم قد نسوا، أو تناسوا، أن الأردنيين أذكى من أن يخدعوا بالشعارات، أو يستدرجوا بالمزايدات التي تخدم أجندات خارجية ترضي من يأمرهم، فهل هكذا يكون رد الجميل؟
تحملنا، منذ اليوم الأول، خطاباتكم المحرضة على الفتنة، وابتلعنا الغيظ أمام كلماتكم التي لم تحمل شكرا أو اعترافا بدور الأردن لا رسميا ولا شعبيا بدعم غزة والوقوف معها، ومع ذلك لم نبادلكم الإساءة وبقيت كل مواقفنا ثابتة في نصرة أهلنا هناك نخفف عنهم آلام الحرب وويلاتها.
هنا ولا أرد على بيان حماس بالامس، إلا انني انصحهم بألا ينشغلوا بوضع "الإخوان" في الأردن، فنحن دولة قانون ومؤسسات لا ننتقم ولا نسفك دما، بل نحاكم بالأدلة ونفصل بالمواقف، وركزوا أنتم على ما يهم شعبكم المكلوم ودافعوا عنهم من وطأة المعاناة، وكفوا عن استغلال تعاطفنا مع غزة لبث السموم والتشكيك في مواقفنا وفيما بيننا.
خلاصة القول؛ من يرد "الوفاء بالافتراء" لا يسيء إلا لنفسه، ومن يجحد وينكر المواقف حاقد، ومع ذلك كله فإن عهدنا بالاردن ورغم كل محاولات التشويه والانكار والتخوين التي جاءت منكم، سنبقى إلى جانب أهلنا بغزة والضفة، نساند صمودهم ونضمد جراحهم حتى تنجلي المحنة، لأننا نؤمن بأخلاق الفرسان، ومتأكدون أن قناع تجار المقاومة سيسقط عمن أشبعونا شعارات ولم نرَ لهم فعلاً.