خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ضريبة التشدد والغلو.. ما المطلوب؟

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. عبدالحكيم القرالة

كشف المخطط الإرهابي الذي أحبطه فرسان دائرة المخابرات العامة بكل اقتدار، وجهاً آخر لتيارات وجماعات تؤمن بالفكر المتطرف والمتشدد، ما أنتج حالة فكرية يسودها الغلو، فكانت النتيجة الطبيعية إيمان بعض الشباب بمثل هذه الأفكار والتغرير بهم، بالرغم من أن هذه الأفكار و"مسوغاتها» لا تمت للحقيقة والواقع بصلة، ومحض زيف وتضليل، وجب مكافحتها بكل ما أوتينا من قوة..

من هنا، يتبلور سؤال كبير حول ماهية وكيفية وصول هؤلاء الشباب إلى مستنقع الأفكار الظلامية وبراثن التشدد، الذي أوصلهم إلى حدود غير متوقعة ولا مقبولة من انتهاج وابتكار أساليب وأفعال جوهرها العنف والخراب والفوضى، خارجة عن الاعتدال، ولا يقبلها عقل سليم، بحجج واهية تودي بهم وبمستقبلهم إلى التهلكة نتيجة وصولهم إلى غياهب الانحراف الفكري الذي يدفع احد المتهمين » حسب اعترافه » لوضع المتفجرات في تسوية منزل والده.

أعتقد جازمًا، كما الكثيرين، أن هؤلاء الشباب كانوا ضحايا التغرير وغسل الأدمغة من قبل جهات امتهنت التضليل الفكري ليكونوا وقودًا لفكرهم الضال، وتحقيقًا لأجندات ومصالح فئوية بالضد من مصالح الوطن وأمنه واستقراره، بانتهاج هذه الأساليب المتطرفة، وبالتالي فهي قطعًا لا تخدم قضايا الأمة.

أجد أننا اليوم، وبعد كشف هذه الحادثة ومن تورّط بها، مطالبون بحرب فكرية لا تقل أهمية عن الحرب الأمنية التي يقودها جهاز المخابرات والأجهزة الأمنية المختلفة والجيش العربي على كافة المستويات، فهذه الحادثة كشفت أفكاراً ظلامية يروّجها البعض ويؤمن بها آخرون، وهي خطر محدق بالوطن وأبنائه.

المطلوب اليوم؛ تفكيك هذا الخطاب المتطرف ومجابهته بكل السبل والأدوات، وبيان ظلاميته ومخاطره على المجتمع والدولة، وأن يكون هناك خطاب معتدل مضاد، يُفند تلك الأفكار المضللة والسوداوية، ويكشف حقيقتها للعامة، وبالتالي إبصار الجميع، خصوصًا فئة الشباب، لتبعات هذا الفكر الخطيرة والسلبية على أمن الوطن واستقراره.

وفي هذا، نحتاج إلى فكر معتدل ووسطي بعيد عن الغلو، وصادق في مجابهة الزيف والتدليس والاستغلال البشع لعواطف الناس واللعب على أوتارها بغية تمرير أجندات خبيثة ومتطرفة تضر بالوطن، وتستهدف أمنه واستقراره، وتهدف إلى نزع طمأنينة أبنائه، وبشكل لا يخدم سوى مصالح ضيقة لتلك الجهات وأعداء الوطن. وهنا يأتي دور النخب في المجتمع لتقوم بواجباتها..

إجمالًا؛ لا خوف ولا قلق على الوطن بوجود قيادة حكيمة، وشعب سلاحه الوعي، وبالتوازي جيش وأجهزة أمنية قادرة على لجم ودحر كل خطر يتربص بالوطن وأبنائه. لكن علينا أن نتوقف كثيرًا عند هذه الحادثة بكل تفاصيلها، والبحث العميق في مغذّياتها التي كانت نتيجة التحشيد الفكري المتطرف، وبالتالي العمل على مجابهته بالتنوير، وبالحقيقة الكاملة، وتفنيد زيفه وتضليله، وتحصين الوطن وابنائه..

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF