خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

أمننا ليس شعاراً يرفع.. بل عهد يُنفذ

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
رأينا

في زمن تتعالى فيه أصوات الفوضى، وتتكاثر فيه تحديات الظلام، يبقى الأردن صامداً شامخاً كالجبل الأشمّ، يُجذِّر قوته من إرث تاريخي عريق، وإرادة شعب لا يعرف الانكسار، وقيادة حكيمة تُحكِم خيوط الصمود بيدٍ ثابتةٍ لا ترتعش. فمهما بلغت شراسة المؤامرات، ومهما تنوعت أساليب قوى الإرهاب في النيل من أمن هذا الوطن، يظل الأردن عصيّاً على الاختراق، صامداً في وجه العواصف، مُصِرّاً على أن يكتب فصلاً جديداً من فصول الانتصار على كل من تسوِّل له نفسه العبث بسلامة أرضه ومواطنيه.

لطالما كان الأردن، عبر تاريخه الحديث، واحةً للاستقرار في منطقة تعجُّ ببؤر التوتر، واستطاع بفضل حنكة قيادته ووعي شعبه أن يحوِّل التحديات إلى فرص، وأن يبني منظومة أمنية متكاملة تُحاصِر الإرهاب قبل أن يُحاصِرها، وتُفشِل مخططات الظلام قبل أن تُنفَّذ. فالجيش العربي والأجهزة الأمنية، بتضحياتهم التي تسطر ملاحم بطولة يومية، لم يكونوا يوماً خط دفاعٍ عن حدود الجغرافيا فحسب، بل عن قيم الاعتدال والإنسانية التي يؤمن بها هذا الشعب. إنهم حراس السلام الذين يزرعون الأمل في كل اتجاه، ويذودون عن حياض الوطن بدمائهم قبل سلاحهم.

ولئن حاولت بعض الأصوات المشبوهة التي تسعى إلى احتكار مقاصد الشريعة عبر توظيفها لتحقيق غاياتها وتضليل الشعوب واستغلال مشاعرها، اختبار صلابة هذا الصرح الأمني، عبر تلمّس الثغرات أو استهداف المناعة المجتمعية، فإنها ستجد نفسها أمام حقيقة لا تقبل الجدل: أن الشعب الأردني، بكل مكوناته، قد حوّل الوعي إلى سلاح، والتعايش إلى درع، والانتماء إلى حصونٍ لا تُهدم. فالنسيج الاجتماعي المتلاحم، الذي يجمع الأردنيين على مائدة الوطن الواحد، هو أقوى ردٍّ على محاولات بثّ الفرقة أو استغلال الأزمات. إنه نسيجٌ تُحيكه ثقافة التسامح الموروثة منذ تأسيس الإمارة، وتُعزِّزه سياساتٌ تُجذِّر الاعتدال وتُشرّع أبواب الحوار ضد كل أشكال التطرف.

ولا يخفى على أحدٍ الدور الإقليمي والدولي الذي يلعبه الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، في الحرب العالمية على الإرهاب. فلم يكن الأردن يوماً مجرد متلقٍّ للتهديدات، بل شريك فاعل في صناعة الاستراتيجيات الأمنية العالمية، ومصدر إلهامٍ في مكافحة التطرف عبر خطاب ديني وسياسي واجتماعي متوازن. من «رسالة عمان» إلى التحالفات الدولية، يقدّم الأردن نموذجاً فريداً بإسناد المواجهة العسكرية بمعركة فكرية تُحارب الأفكار قبل الرصاص.

أما أولئك الذين يحسبون أن الأزمات الاقتصادية أو الضغوط الإقليمية قد تشكل ثغرة في جدار الأردن المنيع، فليعلموا أن هذا البلد الذي تعلم من تاريخه ألا يستسلم، قادرٌ على تحويل التحديات إلى وقودٍ للإنجاز. فالتجربة الأردنية في تجاوز المحن ليست وليدة اليوم، بل هي سِفرٌ مفتوحٌ منذ عقود، سطرته أيادي المخلصين من أبناء هذا الوطن، الذين يؤمنون أن الأمن ليس شعاراً يُرفع، بل عهد يُنفذ.

اليوم، ونحن نشهد تصاعداً في حدة التحديات الأمنية عالمياً، يرسل الأردن رسالة واضحة إلى أعداء الأمن والاستقرار: لن تهنوا لنا قناة، ولن تُخضعوا لنا إرادة. فالأرض التي رُويت بدماء الشهداء، وشُيدت بإيمان الأحياء، لا يمكن إلا أن تبقى شامخةً بعزّتها، منيعةً بوعيها، قادرةً على أن تُعلم العالم أن الإرهاب زائلٌ مهما طال، وأن نور الأردن باقٍ مهما اشتدت عتمة الشر.

فحصانة الأردن ليست منّةً من أحد، بل هي اختيار شعب، وإرادة قيادة، وتاريخٌ يرفض أن يُكتب إلا بحروف النصر.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF