خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

استقرار الأردن قوة لفلسطين

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. خالد الشقران

لا يخفى على أحد الدور التاريخي والمتميز الذي لعبه الأردن في دعم القضية الفلسطينية، سواء على المستوى السياسي أو الإنساني.

ففي الوقت الذي تقاعست فيه الكثير من الدول عن تقديم الدعم والاسناد الكافي لغزة، وقف الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، في الصف الأول مدافعًا عن الحقوق الفلسطينية، مقدّمًا كل أنواع الدعم السياسي والمادي والطبي والإغاثي.

لم يكتفِ الأردن بالخطابات الرنانة، بل حوّل مواقفه إلى أفعال ملموسة، من خلال إرسال المساعدات الطبية والغذائية، والضغط دوليًا لإيقاف العدوان الإسرائيلي، والدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، التي حظيت القيادة الهاشمية ممثلة بجلالة الملك بشرف الوصاية عليها والدفاع عنها.

على الجانب الاخر ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، شهد الأردن حراكًا شعبيًا واسعًا، حيث خرج آلاف المواطنين في مسيرات ومظاهرات سلمية لإعلان رفضهم للعدوان وتضامنهم مع الأشقاء الفلسطينيين.

وقد تعاملت الدولة بكل احترام مع هذه المظاهرات، مؤكدةً التزامها بحرية التعبير كحق دستوري مكفول. وهذا ليس بجديد على الأردن، الذي ظلّ نموذجًا للدولة التي تحترم حقوق مواطنيها في التعبير عن آرائهم، دون قمع أو ترهيب، في وقت تشهد فيه دول عديدة اقليميا ودوليا قمعًا شديدًا لأي صوت معارض.

لكن هذه الحرية لا تعني، بأي حال من الأحوال، السماح لبعض الأطراف بالمزاودة على الوطن أو تعريض استقراره للخطر، فالأردن، برغم محدودية موارده، قدّم أكثر مما يستطيع لأهل غزة والضفة الغربية، سياسيًا وماديا وإنسانيًا، ولم يبخل بدم أبنائه الذين استشهدوا دفاعًا عن القدس والأقصى. لذلك، من غير المقبول أن يُحمَّل الوطن أكثر من طاقته، أو أن يُتخذ موقفه الداعم لفلسطين ذريعة لزعزعة أمنه الداخلي.

إن التحديات التي يواجهها الأردن كبيرة، سواء على المستوى الاقتصادي أو الأمني، خاصة في ظل الأزمات الإقليمية المحيطة، التي حوّلت بعض الدول إلى ساحات للفوضى والصراعات الداخلية.

والأردن، بفضل سياسة القيادة الحكيمة، ظلّ واحة أمان واستقرار، وهذا الاستقرار ليس منّة من أحد، بل هو نتاج وعي الشعب الأردني وتماسكه والتزامه بوحدة الوطن.

لذلك، فإن مسؤولية الحفاظ على أمن الأردن واستقراره تقع على عاتق الجميع: حكومةً وشعبًا. فلا مكان لأي محاولات تشكيك او خطاب يهدد الوحدة الوطنية أو يستغلّ القضية الفلسطينية لخلق انقسامات داخلية. فالأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الأصيل، سيظلّ منارة للعروبة والإسلام، وسيظلّ يدعم فلسطين بكل ما يملك من ادوات ووسائل وقوة، لكن دون أن يسمح لأحد أن يجعل من أراضيه ساحة للصراعات الخارجية.

في المحصلة يمكن القول ان الدعم الأردني وعلى مر التاريخ لفلسطين لم يكن ولن يكون يوما مجرد شعار، بل هو سجلّ حافل بالتضحيات، لكن هذا الدعم يجب ألاّ يُدفع ثمنه بزعزعة استقرار الأردن.

فلنعمل معًا على حماية هذا الوطن، ولنوحد صفوفنا في مواجهة التحديات، لأن الأردن، بقوته ووحدته، سيظلّ كما كان دائمًا: صامدًا، شامخًا، وفخورًا بدوره التاريخي في خدمة قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF