لا أعلم لماذا ازداد الاقبال فجأة على شراء الذهب خصوصا بعد ان وصل لهذه الأسعار الفلكية والتاريخية غير المسبوقة، فعندما كان سعره أقل بكثير لم يكن يحظى بهذا الطلب،وهذا ما يدفعني للتحذير من الوقوع في فخ التقلبات السعرية التي قد تنقلب فجأة عند زوال أسباب الارتفاع، فلماذا القلق؟ ولماذا التحذير؟.
الذهب من السلع التي تخضع لتداولات يومية وتتأثر سريعًا بالتطورات العالمية سواء سلبًا أو إيجابًا،ولهذا شهدت أسعاره ارتفاعات بسبب «الحرب الروسية الأوكرانية» وأحداث العدوان على غزة، بالإضافة إلى النزاعات التجارية بين الدول التي قد تشهد انفراجات قريبة ما قد يؤدي إلى انخفاض أسعار الذهب والنفط وغيرها من المعادن.
انا شخصيا لست ضد الاستثمار في الذهب أو أي سلعة أو أسهم، لكنني أخشى ان الجميع بات ينساق وراء توقعات المستثمرين العالميين وغيرهم ممن اشتروا الذهب باسعار أقل بكثير من الحالية، ويروجون حاليا الى فكرة ان أسعار الذهب ستصل الى مستويات خيالية، متبعين سياسة شح المعروض وارتفاع الطلب لإقناع العامة بضرورة وأهمية الاستثمار وتحويل مدخراتهم لشراء الذهب تمهيدا لـ«الضربة الكبرى».
أشعر بالقلق دائما بناء على تجارب سابقة عندما يبدأ العامة بالتدافع للاستثمار بأي سلعة فقط لأنهم سمعوا كلاما من هذا أو ذاك، فتراهم يندفعون إلى الأسواق خوفا من الندم على تفويت فرصة تحقيق أرباح، لمجرد أن شخصا معروفا قال واخر حلل، دون أدنى تفكير أو تمحيص لما قد يترتب على ذلك من خسائر فادحة في حال تراجعت الى مراحل سابقة.
في تصريح لنقيب أصحاب محلات المجوهرات اعلن فيه عن شح بـ«ليرة الذهب» وارتفاع الطلب عليها مع تراجع كبير بالمقابل على الذهب تحديدا مجوهرات الزينة والأعراس، وهذا ما يدفعني للتساؤل لماذا الان؟ ولماذا لم يكن الإقبال ذاته قبل أشهر،حينما كان سعر الذهب يتراوح بين الثلاثين والأربعين والخمسين دينارا للغرام الواحد ؟.
خلاصة القول،لست خبيرا في الذهب، لكنني تابعت الكثير من السلع التي بلغت أسعارا فلكية بالسابق تماما مثل اسعار الذهب الان، واستثمر فيها الكثيرون ثم انهارت فجأة وبشكل أسرع مما ارتفعت، لذا أنصح كل من يريد شراء الذهب بهدف الاستثمار حاليا وتحديدا الي «دبساتهم مي «الا يغامروا والا ينساقوا وراء تلك التوقعات، وأن يسالوا أنفسهم سؤالا... ماذا لو هوت اسعار الذهب بعد الشراء الان ؟.