خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الجحود.. إنكار الفضل العظيم للأردن.. وتضحيات تجاوزت حدود الشعارات والخطابات

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. محمد كامل القرعان

ما دفعني إلى كتابة هذا المقال ليس مجرد صدمة عابرة من بعض الأصوات النشاز التي تهاجم الأردن عقب مواقفه المشرفة في دعم القضية الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، بل شعور بضرورة تسليط الضوء على جوهر الحقيقة في زمن التشويه المتعمد.

تلك الأصوات، التي اختارت تجاهل التضحيات الجسيمة التي قدمها الأردن، سواءً عن جهل أو بدافع أجندات مشبوهة، متغافلةً عن دوره المحوري في الدفاع عن فلسطين بالدماء والتضحيات، وخصوصاً في معركة «طوفان الأقصى».

هذه الأصوات، التي تبدو متأثرة بخطابات مشبوهة وأجندات خارجية، تتجاهل عمداً الحقائق الميدانية. فبدلاً من توجيه سهامها نحو الاحتلال، نراها تستهدف الأردن وجيشه وسلمه المجتمعي، في محاولة لتقويض أي جهد حقيقي لتحرير فلسطين.

هذا الهجوم ليس بريئاً، إنه جزء من حملة أوسع تهدف إلى تشويه دور الأردن لمصلحة أجندات إقليمية ودولية تخشى أن يُشكل هذا الدور تهديداً لنفوذها.

منذ اللحظة الأولى لهذا الطوفان، كان الأردن حاضراً في المعركة، لا بالكلمات فقط، بل بالفعل على الأرض، فكيف يمكن أن تُنسى دماء الشهداء الأردنيين في باب الواد واللطرون واللد والرملة والقدس الشريف الذين ارتقوا من أجل فلسطين، وفي مقدمتهم الشهيد الملك عبدالله الأول على أبواب الأقصى، في 20 يوليو 1951، وبصحبته حفيده المغفور له باذن الله تعالى الملك الحسين بن طلال. وبأي منطق أو لغة يُهاجَم هذا الثبات الأسطوري الذي أوجع الاحتلال، وأجبره على إعادة حساباته مراراً وتكراراً؟

إن الافتراءات الموجهة إلى الأردن، وفي القلب منه الجيش العربي الأردني واجهزته الامنية، تكشف أزمة حاقدة لدى البعض، أخلاقياً وفكرياً وتاريخياً. هذه الافتراءات تتجاهل عمداً الحقيقة الأساسية: أن الأردن كان ولا يزال الدرع التي تحمي القضية الفلسطينية من التصفية، وخصوصاً في ظل خذلان وتقاعس عالمي شبه مطلق.

وأتساءل بصدق: لماذا يتم استهداف هذا الدور وهذا البلد وجيشه واجهزته الأمنية وشخصياته الوطنية من الداخل؛ في وقت يجب أن تتوحد الجهود ضد الاحتلال؟ وهل يمكن أن نتجاهل حقيقة أن الأردن يمثل البوصلة الحقيقية في مواجهة الهيمنة الصهيونية على المنطقة؟

إن الموقف الأردني من القضية الفلسطينية والدفاع عن فلسطين لم يكن يوماً مشروعاً عابراً ولا آنياً، بل نتيجة طبيعية لواقع عضوي وسند تاريخي وشرعي وردة فعل لموقف خذلان إقليمي ودولي.

ومنذ تأسيس الدولة، أدى الأردن دوراً محورياً في التصدي للعدوان الصهيوني على فلسطين ومصر وسوريا والعراق وغيرها، وفي دعم القضية الفلسطينية، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.

اليوم، نجد هذا الدور يتجدد بقوة في ظل العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة واستهداف الضفة الغربية بأكملها وسوريا. الأردن بقيادة الهاشميين، الذي دخل المواجهة منذ الساعات الأولى لزرع هذا الكيان على الاراضي الفلسطينية، لم يكتفِ بالتصريحات أو البيانات، بل فتح جبهة استنزاف حقيقية مع الاحتلال منذ 1948، مستخدماً تكتيكات عسكرية ودبلوماسية دقيقة أربكت «إسرائيل» ودفعتها إلى التراجع عن الكثير من مخططاتها، كما اثبته وسجله التاريخ في معركة الكرامة الخالدة، وهو ما خفف الضغط على فلسطين والعرب، وحتى كان الأردن دائماً في الخطوط الأمامية للمواجهة، يضع مصلحة الأمة فوق الحسابات المحلية والإقليمية.

القوات المسلحة الأردنية ودورها الاستراتيجي في دعم فلسطين يتجاوز الشعارات الرنانة أو التصريحات السياسية إلى أفعال ملموسة غيّرت موازين القوى على الأرض. إنه دعم استثنائي لا ينبع من مصالح آنية أو تحالفات ظرفية، بل من عقيدة ثابتة ترى في تحرير فلسطين واجباً دينياً وقومياً وأخلاقياً.

وهنا يجب أن نتذكر أن هذا الدور ليس وليد اللحظة فقد أجبر الأردن الاحتلال على التراجع عن الكثير من مستهدفاته والانسحاب من أراضٍ فلسطينية وعربية دون قيد أو شرط

وما يميز هذا الموقف ليس فقط حجم الدعم الذي يقدمه الأردن سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا وانسانيا، بل طبيعة هذا الالتزام، النابع من رؤية استراتيجية وعقيدة دينية وقومية ترى في فلسطين قلب الأمة النابض وقضيتها المركزية.

بالنسبة إلى الأردن، يمثل الدفاع عن فلسطين جزءاً لا يتجزأ من نهجه السياسي ومصالحه العليا، وهو جزء من وجوده ذاته، لا يقبل المساومة أو التراجع.

إن هذا الدعم الاستراتيجي، هو الذي مكّن القضية الفلسطينية من الصمود أمام آلة الحرب الصهيونية، وجعلها رقماً صعباً في المعادلة الإقليمية في عالم تغيب عنه المواقف المبدئية، ليقف الأردن شاهداً حياً على أن الالتزام بفلسطين ليس خياراً سياسياً عابراً، بل هو جوهر الصراع من أجل الحرية والكرامة.

هذا الدور لا يعمل في فراغ، بل هو امتداد لخط طويل من المواقف ضد الاحتلال، يبدأ من غزة، ويمتد إلى لبنان وسوريا والعراق واليمن. هذا الدور يضع قضية فلسطين في صلب أولوياته، مدركاً أن حرية المنطقة واستقرارها يبدآن بإقامة الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف.

ويصبح من الجحود إنكار الفضل العظيم لهذه المواقف وتلك التضحيات، التي تتجاوز حدود الشعارات والخطابات إلى تقديم أثمن ما يمكن أن يُقدَّم: الشهداء، والمواقف الثابتة التي لا تعرف التراجع.

ختاماً؛ مهما تكالبت على الأردن الحملات والتشكيك، فإن الأردن سيظل الصخرة التي تتحطم عليها أطماع الاحتلال وأوهامه، لأنه ليس مجرد قوة عسكرية أو سياسية، بل هو إرث من الصمود والإيمان بعدالة القضية، وعزيمة تتجدد مع كل مواجهة، لتؤكد أن فلسطين ستبقى بوصلة الكرامة، والأردن سيبقى درعها التي لا تنكسر.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF