خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

المفاوضات غير المباشرة.. هل تجرّ طهران إلى تقديم تنازلات..؟؟

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
أ. د. صلاح العبادي

تأتي المحادثات الأميركية الإيرانية المزمع عقدها السبت المقبل في سلطنة عُمان، بوصفها «محادثات غير مباشرة»، كما وصفها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وذلك بعد ساعات قليلة من حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تفاوض مباشر بين الجانبين.

المحادثات التي قال عنها عراقجي رفيعة المستوى حسب منشور له على منصة إكس فجر يوم الثلاثاء هي «فرصة بقدر ما هي اختبار الكرة في ملعب أميركا».

يبدو أن ذهاب إيران إلى هذهِ المحادثات جاء مع قرب انتهاء المهلة التي حددها ترامب لطهران، لإجراء المباحثات حول الملف النووي الإيراني، والتي تنتهي الشهر المقبل.

ترامب خلال الفترة الماضية لم يتحدث عن المفاوضات بل كان يهدد بين الحين والآخر بحرب لا تتخيلها إيران، ويبدو أنّ طهران التي ستذهب إلى المفاوضات، وزعت الأدوار بين قياداتها خلال الفترة الماضية؛ إذ تولت الحكومة والرئاسة الحديث بنبرة أقل حدّة، بينما فتح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ووزير الخارجية عراقجي باب الدبلوماسيّة، في حين أنّ الحرس الثوري تولى الرد بالتهديد على التهديد الاميركي. وأكّد قائد الحرس الثوري حسين سلامي الاستعداد التام لاستهداف ما وصفهم بأعداء إيران مهدداً بأنّه إذا تقرر إطلاق اليد، فإن الحرب ستكون أبعد مما تتصوره الولايات المتحدة الأميركية، في حين أكّد المرشد الإيراني علي خامنئي وضع الجيش في بلاده بوضع الجاهزية التامة.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال أثناء تلقّيه ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، أسئلة من الصحافيين في البيت الأبيض، الاثنين الماضي، أنّ واشنطن تجري «مباحثات مباشرة» مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، وأن هذهِ المحادثات بدأت وستستمر السبت المقبل، وأمل في أن يحالف النجاح المفاوضات مع إيران «وأعتقد أنها ستصبّ في مصلحتها إذا ما نجحت»، لافتاً إلى أنه تمّ النقاش مع «إسرائيل» في الملف النووي الإيراني.

زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة كانت ارتبطت في اقتناص فرصة الحديث السابق حول تعثر المفاوضات بين واشنطن وطهران، لدفع البيت الأبيض لتوجيه ضربة عسكرية إلى ايران.

المؤشرات بأن إدارة ترامب لا ترغب في شن الحرب على إيران، وهو ما يرتبط بمدى استجابة طهران لشروط واشنطن المصحوبة بالتهديد، والمتعلقة بالمفاوضات بشأن الاتفاق النووي من جانب إيران، وكف يد إيران عن دعم وكلائها في المنطقة التي تصفها واشنطن بالمنظمات الارهابية.

الشروط يبدو من الصعب على طهران قبولها، فإن رضخت ستكون النتيجة الحتميّة تخليها عن مشروعها المركزي في تصدير الثورة، والعدول عن البرنامج النووي العسكري، وإن رفضت فإن على الأغلب أن ينفذ ترامب تهديده تجاه إيران وهو ما تتمناه إسرائيل.

أمّا خيار استجابة طهران لشروط واشنطن فقد يجلب لطهران محاكمة شعبية داخلية، في ظل الانقسام السياسي داخل النظام، مع الكلفة الباهظة مادياً طالما احتجّ المواطن في طهران على إغداق الأموال للوكلاء في المنطقة، في ظل تردي الواقع المعيشي والاقتصادي للمواطن الإيراني.

خيارات تبدو قاسية أمام النظام الإيراني ستفرضها زيارة نتنياهو إلى ترامب، في وقت عالي الحساسية وعلى وقع تصاعد التوترات الإقليمية؛ إذ تعود منظومة ثاد الدفاعية الأميركية الى الواجهة بعد نشر بطارية عسكرية أميركية جديدة في إسرائيل، خطّة تحمل دلالات استراتيجية عميقة قُبيل انتهاء المهلة التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيران.

وتواصل إسرائيل تعزيز قدراتها الدفاعية بالتعاون مع حليفتها واشنطن، والحديث عن المزيد من منظومات الثاد الأميركية المتطورة، القادرة على اعتراض الصواريخ البالستية الفرط صوتية، إلى جانب أنظمة دفاع أميركية أخرى تشمل باتريوت ودفاعات إسرائيلية كالقبة الحديدية، ومقلاع داود ومنظومة هيتز، لاعتراض الصواريخ البالستية.

بالتزامن مع زيارة نتنياهو إلى واشنطن حطّت في قاعدة نيفاتيم الجوية جنوب إسرائيل طائرة شحن عسكرية أميركية محمّلة بأنظمة دفاعية من نوع ثاد وباتريوت.

تعد هذه المرة الثالثة التي تنشر فيها واشنطن منظومة ثاد في إسرائيل بعد أن أثبتت كفاءتها باعتراض صواريخ بالستية أطلقت من اليمن في تشرين أول من عام ٢٠٢٤، ولاحقاً لأوامر من وزير الدفاع الأميركي بتعزيز الانتشار في المنطقة، وإرسال المزيد من الأسلحة بما في ذلك تعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية.

نتنياهو يعتبر إيران تهديداً وجودياً لإسرائيل، في اللحظة الحالية، ويبحث عن فرصة له لإعادة تشكيل الموقف الدولي تجاه الملف النووي الإيراني. في وقت تشهد المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن، ضربات شبه يومية منسوبة إلى الولايات المتحدة، منذ أن أطلقت واشنطن حملة جوية ضدهم في 15 آذار الماضي، لإجبارهم على وقف استهداف السفن التي يتهمونها بالارتباط بإسرائيل.

وبدأت جماعة الحوثي استهداف سفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وكذلك إسرائيل، بعد اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، وأوقفوا الهجمات بعد سريان الهدنة في القطاع في كانون ثاني الماضي.

وأدت هجمات الحوثيين إلى تعطيل الممر البحري الحيوي الذي يمر عبره عادة نحو 12 بالمئة من حركة الشحن العالمية، مما أجبر العديد من الشركات على اتخاذ طريق بديل أطول بكثير عبر الالتفاف حول إفريقيا.

ومع قرب انتهاء المهلة التي حددها الرئيس ترامب لطهران بشأن الجلوس على طاولة المفاوضات، تظهر على السطح سيناريوهات أكثر تصعيداً يعززها الزخم الأميركي في حشد المزيد من القوة العسكرية في منطقة الشرق الأوسط. بما في ذلك نشر حاملات طائرات وقاذفات إستراتيجية، بينما يبدو بأنّ إسرائيل تتحرك نحو لحظة مفصلية توظف فيها كل أوراقها، لرسم حدود الأمن والجغرافيا في الشرق الأوسط مجدداً.

وسائل إعلام إسرائيلية وصفت زيارة نتنياهو إلى واشنطن بالمحبطة رغم حفاوة الاستقبال له، وهو ما يعود إلى إعلان ترامب خلال الزيارة عن محادثات غير مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي، وهو ما قد يقوض رغبة إسرائيل في شن هجمات عسكرية على طهران، إلى جانب فشل نتنياهو خلال الزيارة في إقناع ترامب بإلغاء الرسوم الجمركية على صادرات إسرائيل للولايات المتحدة.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF