عندما يتجاوز «البعض» على الجيش، فإن الامور تكون قد وصلت إلى «منطقة الحرام»، وهي الحدود التي لا يمكن السكوت عنها، مهما كانت المبررات."فالحكمة » هنا لا يتم توظيفها في مكانها الصحيح، بل رسالة خاطئة قد يفهمها أصحاب أجندة التازيم والمغالبة مع الدولة ومؤسساتها (التي وصلت إلى السيادية منها)، على أنها ضعفت وترددت في اتخاذ ما يلزم من إجراءات تقطع دابر الفتنة في مهدها، قبل أن تستفحل وتصبح حالة تهدد أمن واستقرار الأردن وسلمه المجتمعي، خاصة وأن الدولة منشغلة في مواجهة تحديات وجودية، باتت لا تخفيها قوى صهيونية يمينية ت?مودية تجاه بلدنا كيانا وهوية. اي أن دعاة التازيم والمغالبة، والزج بنا إلى حافة الهاوية (بجهل او بعلم)، فإنهم يتقاطعون في اعمالهم الشيطانية مع مخططات العدو، التي أصبحت بينة، ولا تخفى على احد ذي وعي وغيرة على هذا البلد المحاط بالاخطار من كافة الجهات.
والمؤسف حقا، والذي أصبح مكشوفا ولا ينطلي على ذي عقل بسيط، ان يتم الزج بما يجري في فلسطين وقضيتها العادلة والعدوان الصهيوني الغاشم ضد شعبها الصامد الصابر المكافح لتبرير مثل هذه التجاوزات، التي تستهدف إضعاف الدولة الأردنية، من خلال إشاعة الفوضى والبلبلة والتشكيك بمواقفها التاريخية في دعم الشعب الفلسطيني التوأم وقضيته العادلة، وبخاصة الدور المشرف لقواتنا المسلحة في الدفاع عن فلسطين التي يحتضن ثراه شهداءها الأبرار، الذين ضحوا بدمائهم الزكية من أجلها، ولا تزال تقدم كل ما تستطيع لتضميد جراح أهلها ومسح دموع أطفال?ا في غزة والضفة الغربية، وإيصال المساعدات الإغاثية والطبية بكافة الوسائل الممكنة قبل العدوان الصهيوني الأخير وخلاله وحتى الساعة.
ان التطاول على جيشنا هو انكار صارخ لدوره البطولي المشرف، وخيانة لدماء شهدائه الأبرار، وإهانة لمشاعر شعبنا تجاه قواته المسلحة حماة الوطن ورمز قوته وعزته، وحامي ترابه الطهور ومكتسبات شعبنا ودولتنا الأردنية، ويمثل خطا أحمر لا يمكن القبول بتجاوزه، مهما كانت الظروف. وهنا لا بد من تذكير دعاة التازيم والفتنة، بأن مخططاتهم واهدافهم سترتد إلى نحورهم، وهي مكشوفة، وتخدم، في المحصلة أعداء شعبنا ووطننا.
كما أن شعبنا الذكي قادر على التمييز بين الغث والسمين، والطيب والخبيث، ولن تنطلي عليه مثل هذه الأعمال الهدامة لممثلي الطابور الخامس، وسيبقى يقظا، متاهبا، ملتفا حول العرش وبواسل جيشنا العربي المصطفوي، وسيمضي بلدنا بقيادته الحكيمة في مسيرة البناء والتحديث والتطوير، مهما كانت الصعوبات والتحديات، ولن يحيد قيد انملة في دفاعه عن مصالحه الوطنية العليا. ولن يستطيع دعاة التازيم والفتن والمزاودات زجه في المغامرات العدمية، والمواقف الانتحارية. فهذا البلد سيستمر قويا بقيادته، رائدا في دوره المشرف تجاه فلسطين وقضيتها ال?ادلة، حاملا لرسالته التاريخية والإنسانية، مهما كبرت الصعاب وعظمت التحديات!.