خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ما أنقذ نتنياهو هو تجديد حربه في غزة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. محمد كامل القرعان

جاء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية هذه المرة على مدار شهر بقسوة ووحشية ما أدى إلى استشهاد المئات من الفلسطينيين جلهم اطفال، وقد منعت فيه إسرائيل دخول المساعدات والفرق الطبية إلى شمال غزة، في تطبيق لما كان يُعرف بـ (خطة الجنرال)، التي تهدف إلى تجويع الفلسطينيين في تلك المنطقة وإجبارهم على الهجرة، واحتلال مناطق في غزة مع وعود بضمها إلى إسرائيل، لتقويض أي جهد يُتيح للحكم الفلسطيني ؛ بينما يزعم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن هدفه هو القضاء على (حماس)، بيد أن الأدلة تؤكد نيته الحقيقية?هي إنقاذ نفسه وحكومته وإعادة الاعتبار لنفسه امام الاسرائيليين بتحرير الاسرى الاسرائيليين برؤية عسكرية لا عبر المفاوضات– ولقد وجد شريكاً جاهزا وداعما لمساعدته.

وهكذا وبعد أكثر من شهرين من إعلان وقف إطلاق النار، عاد الفلسطينيون ليكونوا مرة أخرى ضحايا للابادة الجماعية وسياسة التجويع ؛ بدلاً من أن يكون الاتفاق وسيلة لإنهاء الصراع، أتضح أنه مجرد استراحة مؤقتة أو خدعة قاسية تمت التضحية بها من أجل بقاء نتنياهو السياسي و الوصول الى الهدف النهائي وهو الاحتلال الكامل لقطاع غزة، وخلق بيئة سياسية لتنفيذ افكار اسرائيل في المنطقة، بما تتوافق بما تفكر فيه الطبقة السياسية الاسرائيلية.

وقد تنفست حكومة نتنياهو الصعداء بعدما أقرّ الكنيست الإسرائيلي في الاسبوع الماضي ميزانيته لعام 2025، ولو لم تتم الموافقة على الميزانية بحلول 31 مارس، لكان الكنيست قد تم حله تلقائياً، وتمت الدعوة إلى انتخابات جديدة. وقد خسر نتنياهو وائتلافه خسارة ساحقة.

وكانت المفاوضات التي افضت الى اتفاق من ثلاث مراحل واخرها بالثالثة انسحاب اسرائيلي كامل من غزة شوكة في حلق نتنياهو، ما لبث حتى أنقلب عليها، لأنقاذ حياته السياسية.

فوقف إطلاق النار في غزة سبب انشقاق أحد شركائه في الائتلاف، ونفور بعض أعضاء حزبه، مما وضع حكومته في خطر. وما إن أُعلن عن وقف إطلاق النار، حتى تفاقمت مشاكل نتنياهو، إذ عادت مجدداً على الساحة محاكمته بتهم قضايا فساد وإساءة استخدام السلطة، وما زاد الطين بلة أن التحقيق المستمر في هجوم (حماس) في 7 أكتوبر كشف عن إخفاقات حكومته مع انهيار ائتلافه وتدهور موقعه الشخصي، لذا فقد أتاح تجديد الحرب في غزة لنتنياهو مخرجاً. فتمت استعادة ائتلافه، وأُقرت ميزانيته، وقل تركيز الإعلام على محاكمته، كما وافقت حكومته على إقالة ر?يس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي الذي كان يحمّله مسؤولية هجوم 7 أكتوبر. وأصبح في وضع يسمح له مرة أخرى بمواصلة مساعيه التشريعية لإصلاح ما يراه عقباتٍ تُمثلها السلطة القضائية الإسرائيلية المُزعجة.

إضافةً إلى ذلك، زادت التحديات التي واجهها نتنياهو مع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. فقد شهد العالم مشاهد مؤثرة لمئات الآلاف من الفلسطينيين وهم يتجهون شمالاً للعودة إلى منازلهم المدمرة في شمال غزة. وتعاظمت مشاعر التعاطف مع الفلسطينيين وكسب الرأي العام الى قضيتهم، إلى جانب الاشمئزاز من الدمار الواسع الذي أحدثه القصف الإسرائيلي في قطاع غزة.

كانت هناك عوامل أخرى أثقلت كاهل نتنياهو خلال هذه الفترة،وكان لظهور حماس ما اعتبرته اسرائيل سلوكاً استفزازياً وتحديا بالوجود والسيطرة عاملا مساعدا على استئناف حربه.

في الختام: لا يوجد أبطال في هذه القصة، فقط ضحايا فلسطينيون، ومعاناة اسرى اسرائيليون. وبينما يتظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين ضد نتنياهو لأنه يعرّض حياة الاسرى الإسرائيليين في غزة للخطر، فقد حان الوقت للتوافق الفلسطيني الفلسطيني وليتحرك العالم بما فيه مؤسساته الدولية للدفاع عن الشعب الفلسطيني الأعزل وخطة السلام التي تفضي الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة استنادا لقرارات الأمم المتحدة.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF