خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

البقاء لله وحده

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
م. فواز الحموري

عندما تفيض الروح إلى بارئها في شهر رمضان الفضيل فإن تلك كرامة من الله وفضل وعزاء لأهل الفقيد وعلامة لحسن الختام وخصوصا مع من يكون صائما محتسبا لله ويمضي إلى ذلك راضيا مرضيا.

لعل القرب إلى الله في شهر رمضان المبارك له خصوصيته من الطاعة والدعاء والابتهال مع الاجتهاد لنيل الرحمة والمغفرة والعتق من النار مع ثنايا الليل والنهار وتقرب نسائم ليلة القدر على وجه الرجاء والأمل.

مع لحظات الفراق والوداع والوفاة في شهر رمضان، نقترب من رسالة الإنسان في عالم الدنيا والتدبر فيما هي فلسفة الحياة وكيفية العيش بقناعة ورضا وقبول جنبا إلى جنب مع السعي والعطاء.

عبارات العزاء والمواساة لأهل الفقيد ومشاعر التعاطف ينبغي أن تكون للنفس ومراجعة سعيها في خضم ما تقوم به من سلوك وممارسة؛ هل تستحق الدنيا كل هذا التعب والتنافس والركض في السباق؟

حين نرهق مع لحظات الحياة نرتاح (أو هكذا ينبغي) الموعظة من الموت والذهاب دون موعد مسبق والإيمان بالبقاء لله والدوام لسبحانه وتعالى، والوعي التام بما تعني لنا الحياة والدنيا وبالطبع الموت على حد سواء.

يكفي زيارة المستشفيات لادراك نعمة الصحة وتفقد باقي النعم مع ثنايا الرخاء والرفاه ونحن ننظر ونشاهد ما يتعرض له الأشقاء في غزة مع الموت ومشاهده وفقدان العائلات لافرادها تباعا وبشكل جماعي حتى لا يبقى من العائلة سوى طفل أو فرد وحيد.

سوف نرحل عن الدنيا ونتركها لغيرنا، فهل نعي معنى الذهاب بعيدا عن الأعزاء وما كنا نحرص على الاحتفاظ به قريبا منا وملاصقا معنا ولنا وحدنا؟

المسافة من المسجد حيث صلاة الجنازة وحتى الدفن، خطوات وحكايات وشواخص لمن نودعهم ونعود إلى حيث ننعم بملذات الحياة والنسيان (ولو بعد فترة) لهذه المسافة والتي هي عبارة عن اختصار سريع لسعينا «من وإلى» النفس الذي قد يتوقف دونما عودة.

الغياب في شهر رمضان حضور لمعاني الإيمان بالله جلت قدرته على الإنسان وسعيه الدؤوب في الدنيا إلى الآخرة ولعل ما يجب وينبغي منا الانتباه مع لحظات الوداع وفي بيوت العزاء الاتعاظ والتمتع بالصفح والتسامح والترفع عن مغريات الحياة الفانية.

لا نستطيع منع الموت ولكن نقدر على جعل حياتنا سهلة ميسرة وعلاقاتنا طيبة سامية وتعاملنا صحيحا صادقا وسليما ونمط معاشنا سلسلا وبسيطا، وكم أجاب العديد من الناس عن رغبتهم بعد مضي العمر العيش ببساطة وعفوية وقرب من الله بدل الكثير من العادات والسلوكات المرهقة ؛ الحياة أبسط كثيرا مما نعقدها ونركب على أنفسنا الضغوط والتوترات.

عند العودة من وداع فقيد، ننظر إلى كل إشارة من إشارات المقابر والتي فيها أعزاء على النفس ونرجع بمعنى الفقدان والرحيل ودروس الحياة وتفاصيلها، فهل تستحق كل ذلك البعد عن لحظات الوداع والعزاء؟

البقاء لله والدوام له وحده وما نحن سوى من نعبر من باب إلى باب نستظل في أثناء ذلك تحت ظل شجرة، فلنعمل على أن تكون تلك البرهة مخلصة لوجه الله لتصبح سعيدة طيبة نقية ولها ما لها من زينة دون بهرجة وفتون.

رحم الله من فقدنا في رمضان وألحقنا بهم في دار الحق وغفر لنا أجمعين.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF