-في تحول غير مسبوق في السياسة الأمريكية كشفت الصحافة العبرية والأمريكية عن إجراء مبعوثي (ترامب) (ستيف ويتكوف وآدم بوهلر) مفاوضات سرية مباشرة مع حماس في الدوحة للمرة الأولى منذ عام (١٩٩٧) دون تنسيق مسبق مع إسرائيل، وابرز ما رشح عن هذه المصادر:
. للولايات المتحدة مصالحها الخاصة كما اوضح (بوهلر) وان هدف الاتصال بحماس هو الإفراج عن الأسرى بمن فيهم الأميركيين،وأن المفاوضات كادت تفضي للإفراج عن (عيدان ألكسندر/ امريكي الجنسية، جندي محتجز )، وعرض المبعوثان تمديد الهدنة (٦٠) يومًا وفتح المعابر مقابل إفراج حماس عن (١٠) رهائن أحياء.
. اقترح مفاوضو حماس هدنة تتراوح مدتها ما بين (٥-١٠) سنوات تتضمن تخلي الحركة عن سلاحها وانسحابها من المشهد السياسي، وأن يكون لأميركا ودول أخرى (لا تفاصيل) دور لضمان عدم وجود أنفاق أو أنشطة عسكرية، وعدم مشاركة حماس في السياسة مستقبلا بحسب (بوهلر) نفسه، وأشار إلى أن هذا ليس عرضا سيئا كبداية، ولفت إلى وجود تقدم بطيء بالمفاوضات، ولم يصدر عن حماس أي تعليق حول المقترح.
-تشير التقارير أن الوفد الأمريكي اخفى موضوع المحادثات مع حماس عن إسرائيل، ورغم تطمينات الرئيس (ترامب) المتأخرة بأن الاتصالات جاءت لمساعدة الدولة العبرية، فقد ولّدت مخاوف إسرائيلية من أن يبرم الوفد الامريكي صفقة تتضمن اتخاذ قرارات تلبي مطالب حماس بإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل الكامل من غزة دون التشاور مع (تل أبيب)، مقابل إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين ؛ الهدف الذي يشكل أولوية للإدارة الأمريكية، وهو ما لا يتماشى مع رؤية إسرائيل التي تهدد بالعودة إلى القتال.
-هذا التطور وضع (نتنياهو) في موقف محرج أمام حكومته المتطرفة، ويناقض نهج التصعيد والتهديد الذي تبناه، حيث أعلن (٣/٢) وقف دخول جميع البضائع والإمدادات لغزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة، مؤكدا انه لن يسمح بوقف إطلاق النار دون إطلاق سراح الرهائن، وكلّف (رئيس الأركان الجديد/ إيال زامير) بإعداد خطة هجومية على القطاع، ونظرا لخشيته من إحراز تقدم أوسع على المسار الأمريكي بشأن مستقبل غزة دون أن يكون فاعلاً فيه قام بتسريب تفاصيل المفاوضات لإفشالها.
-لا توجد خطة حقيقية لدى الحكومة اليمينية الإسرائيلية لهزيمة حماس، كما أن فكرة غزة بدون حماس تحت حكم سلطة فلسطينية متجددة بدعم إقليمي بحسب الخطة العربية تهدد (نتنياهو) أكثر من أي شيء، خاصة وأن (نتنياهو) يستخدم حماس للقضاء على السلطة التي تشكل خطرا كبيرا على مشروعه التوسعي واحتفاظه برئاسة الحكومة ليفلت من الملاحقة القضائية بتهم الفساد بحسب نفس المصادر.
-اخيرا أشارت صحيفة (جيروزاليم بوست) أن على إسرائيل أن تتعلم الدرس من أوكرانيا، فترامب لا يمنح دعمه مجانًا، وتساءلت صحيفة (لوموند) الفرنسية، هل يكون مصير إسرائيل مشابها للرئيس (زيلينسكي) الذي يواجه عزلة قاتلة إذا تغيرت معادلة الدعم الأميركي؟ مؤكدة أن إسرائيل في ورطة، ولم يعد الدعم الأميركي مضمونًا، والمستقبل يبدو أكثر غموضًا، والسؤال الأكثر أهمية » لنا » طالما ان الرئيس الأمريكي يؤمن بلغة المصالح اولا واخيرا، فهل يبادر لاعتماد المبادرة العربية مع بعض التعديلات عليها لارتباطه بحجم مصالح ضخم مع حلفائه العرب، ?ع التذكير بأن السعودية ستكون وُجهته الأولى عالميا؟ بدلا من انسياقه وراء حروب (نتنياهو) » الدونكيشوتية » المكلفة والتي لم تحقق ايّاً من أهدافها.