خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

غياب الالتزام المهني لدى بعض الشباب الأردني: بين الواقع والحلول

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
قصي حمدان الجمال

تواجه الشركات في الأردن، كما في العديد من الدول، تحديات في عملية التوظيف، لا تقتصر فقط على ارتفاع معدلات البطالة، بل تمتد إلى سلوكيات بعض الشباب المتقدمين للوظائف. ومن أبرز هذه التحديات عدم الرد على مكالمات الشركات، والغياب عن المقابلات دون اعتذار أو تبرير، وهي ممارسات تؤثر سلبًا على صورة الشباب في سوق العمل وتحدّ من فرصهم المستقبلية.

فيعاني بعض أصحاب العمل من مشكلة عدم تجاوب المرشحين مع اتصالات الشركات بعد تقديم طلبات التوظيف. قد يكون السبب في ذلك حصولهم على فرصة أخرى، عدم اهتمامهم الفعلي بالوظيفة، أو حتى عدم وجود الحافز الكافي للاستمرار في عملية التوظيف. بالإضافة إلى ذلك، هناك من يأخذ مواعيد للمقابلات ثم لا يحضر، مما يخلق انطباعًا سلبيًا عن التزام الشباب بمسؤولياتهم.

فهناك العديد من العوامل التي قد تفسر هذا السلوك، منها:

• ضعف ثقافة الالتزام والمسؤولية: بعض الشباب لم يكتسبوا بعد ثقافة العمل المؤسسي، حيث لم يتعرضوا لتجارب تدريبية كافية تؤهلهم لفهم أهمية الالتزام بالمواعيد والاستجابة للاتصالات.

• الإحباط وفقدان الأمل: بعض الشباب يشعرون بأن فرص العمل محدودة أو أن الرواتب وظروف العمل غير مناسبة، فيفقدون الحافز للرد أو الحضور للمقابلات.

• نقص مهارات الاتصال واللباقة: هناك من لا يدرك أهمية التواصل المهني، ولا يعرف كيف يعتذر بشكل لائق عند تعذّر الحضور، أو يظن أن التجاهل هو الحل الأسهل.

• عدم الجدية في البحث عن عمل: بعض الشباب يتقدمون للوظائف دون نية حقيقية للعمل، إما تحت ضغط العائلة أو لمجرد التجربة، وهذا يؤدي إلى ممارسات غير مهنية عند التواصل مع الشركات.

فعدم الرد على الشركات أو عدم الحضور للمقابلات يعطي صورة سلبية عن المرشح، حتى لو لم يكن يقصد ذلك. هذا قد يؤدي إلى استبعاده من فرص عمل مستقبلية، خاصة أن كثيرًا من الشركات تحتفظ بسجلات للمتقدمين غير الملتزمين. كما أن هذه السلوكيات تساهم في فقدان الثقة بين أصحاب العمل والشباب، مما قد يجعل الشركات أكثر تحفظًا في التوظيف مستقبلاً.

كيف يمكن تحسين هذا الواقع؟

• تعزيز ثقافة الالتزام والمسؤولية: يجب على الجامعات والمؤسسات التعليمية أن تدرّب الطلاب على أخلاقيات العمل، وتوعّيهم بأهمية الالتزام في بناء مسيرتهم المهنية.

• تحسين مهارات الاتصال: يمكن تنظيم ورش عمل حول كيفية التواصل المهني، بما في ذلك كيفية الرد على الاتصالات، الاعتذار بشكل لائق، وإدارة المواعيد بفعالية.

• تحفيز الشباب على الجدية في البحث عن العمل: من خلال توفير فرص تدريبية تساعدهم على فهم سوق العمل ومتطلباته، وتعزز لديهم الشعور بالمسؤولية تجاه فرص التوظيف.

• تعزيز الشفافية بين الشركات والمتقدمين: أحيانًا يكون ضعف الحماس ناتجًا عن عدم وضوح تفاصيل الوظيفة أو ضعف الرواتب، لذا فإن الشركات مطالبة أيضًا بتقديم عروض عمل واضحة وعادلة.

فغياب الالتزام في التعامل مع فرص العمل مشكلة تحتاج إلى معالجة من الطرفين؛ الشباب بحاجة إلى تطوير مهاراتهم المهنية وتعزيز شعورهم بالمسؤولية، والشركات بحاجة إلى تحسين بيئة العمل وجعل الفرص أكثر جاذبية. فالتوظيف ليس مجرد عملية إدارية، بل هو علاقة متبادلة بين الموظف وصاحب العمل، تقوم على الالتزام والاحترام المتبادل.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF