تعتز جماعة عمان لحوارات المستقبل، بأن اعضاءها ينتمون الى مختلف مناطق الاردن الجغرافية وطبقاته الاجتماعية، ومستوياته العلمية، وينتمون الى مختلف تياراته السياسية والفكرية، وتنظيماته الحزبية، ومنهم وزراء واعيان ونواب واساتذة جامعات ورجال قانون وتربويون وإعلاميون ورجال اعمال، رجالا ونساء، اي انهم يمثلون تمثيلا حقيقيا وصادقا المجتمع الاردني واتجاهاته ونبض شارعه، وقد اتفق الجميع انهم في عمل جماعة عمان لحوارات المستقبل يخلعون كل عباءة الا عباءة الوطن الاردني، للعمل بإخلاص لتعظيم هذه العباءة.
مناسبة هذا الحديث هو الاجتماع الشهري رقم (102) للجماعة الذي عقد يوم الثلاثاء الماضي، ذلك انه ما يقرب من عشرة اعوام من عمر الجماعة لم اشاهد من هيئتها العامة اجماعا مجبولا بالغضب والحماس معا، للإجابة على سؤال كيف نحمي الاردن ونساند جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في رفض فكرة تهجير اخوتنا من ابناء فلسطين واقتلاعهم من ارضهم، مع التأكيد على ان الاوطان ليست مشاريع استثمارية، تخضع للمساومات. وبالتالي رفض كل التصريحات المستفزة حول موضوع تهجير أبناء غزة، وهو ما ينسحب على عموم أبناء فلسطين؛ لذلك لا بد من ان يذ?ب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الى واشنطن وهي تعلم ان جلالته مدعوم بمساندة شعبه كاملاً، وهي مساندة لا تلين ولا تضعف.
غير المساندة الشعبية لجلالته أكد اجتماع اعضاء جماعة عمان لحوارات المستقبل، على انه وبالرغم من صعوبة اقناع ابناء فلسطين بالهجرة من أرضهم، بعد ان تعلموا من مآسي حربي 1948و1967، فإنه لا بد من استعداد الاردن حكومة وشعبا للتصدي للضغوط التي يتعرض لها الاردن، مهما كان نوعها ومستواها ومجالاتها، ولا بد من وجود روافع شعبية قوية وخطط بديلة لدعم صناع القرار الاردني، لكي يبقى الاردن صلبا وثابتا على مواقفه الرافضة لاستقبال المهجرين من ارضهم بالقوة، والداعمة لحقوق لأبناء فلسطين ولثباتهم على ارضهم، حتى يتمكنوا من استعادة ?قوقهم المسلوبة.
واكد اعضاء جماعة عمان لحوارات المستقبل، ضرورة العمل لافهام الجميع ان هناك مخاطر كبيرة للتهجير القسري اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ووجوديا، ستنعكس على استقرار وامن الاقليم، ثم على الاستقرار والأمن الدوليين.
كذلك اتفق المجتمعون على انه لا بد من تماسك الجبهة الداخلية، ورص الصفوف ونبذ الخلافات في هذه الفترة الصعبة من تاريخ بلدنا، وهذا يحتاج الى اعلام وطني يلعب دورا اكثر تأثيرا من خلال نشر الوعي بين المواطنين، وتكذيب الاشاعات، وابراز الدور الاردني الفاعل حول قضية فلسطين، والجهود التي يبذلها جلالة الملك لدعمها سياسيا وانسانيا.
واقد اسفر الاجتماع عن الاتفاق على سلسلة من الخطوات التي تصب في تحقيق هدف مساندة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وتمتين الجبهة الداخلية.
ما اردته من هذا المقال هو تقديم نموذج، يؤكد ان الاردنيين موحدون خلف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في رفض التهجير لابناء فلسطين، باي صيغة، وتحت اي ستار وباية وسيلة كان هذا التهجير.