خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

هذه استراتيجية نتنياهو لجنين ومخيمها!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
أ. د. صلاح العبادي

بات واضحاً بأنّ ما تقوم به قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها هو عملية تهجير مخطط لها، لسكان المدينة ومخيمها، في إطار استعدادها لهدمه وجعله غير صالح للحياة!

ما يجري في المخيم هو تكرار للمشهد الذي حدث في قطاع غزة المدمر، وإعادة رسمه في جنين ومخيمها من جديد.

كما أنّ ما قام به الجيش الإسرائيلي شكل إعلان حرب على مناطق الضفة الغربية، لتكون انطلاقتها من المخيم لاعتبارات مختلفة، مرتبطة في طبيعته وسكانه ووقوفهم ضد سياسات الجيش الإسرائيلي ومقاومته!

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أراد أنّ يعوض الفشل الذي تكبده في قطاع غزّة، خلال الحرب على القطاع التي امتدّت لنحو خمسة عشر شهراً.

هدف نتنياهو الضفة الغربية لتحقيق مطامع ومكتسبات سياسيّة، ولضمان البقاء في الحكم؛ خصوصاً وأنّ استطلاعات الرأي في إسرائيل تشير إلى أنّ الغالبية من الإسرائيليين تطالب باستقالته من الحكومة، وهو يريد شراء المزيد من الوقت، لضمان الحيلولة دون محاسبته على ما حدث في قطاع غزّة والبقاء في السلطة.

نتنياهو أعلن في الظاهر بأنه يريد اجتثاث المقاومة الفلسطينية من المخيم، لكنّ هدفه الاستراتيجي يتمثل في تدميره وجعله غير صالح للحياة؛ لينطلق منه إلى مخيّمات أخرى للدوافع ذاتها وتكرار المشهد نفسه!!

السلطات الإسرائيليّة طلبت من أهالي المخيم مغادرته، بهدف تجريفه وتدميره، لإعادة المشهد ذاته الذي حدث في عامي ٢٠٠٢ و٢٠٠٣ عندما اقتحم الجيش الإسرائيلي مدن الضفةِ الغربية وجنين ومخيّمها، الذي دمّر وأعيد بناؤه مرة أخرى!!

نتنياهو صرّح بأنّ مناطق الضفة الغربية، هي ساحة قتال رئيسية، بالنسبة لجيشه! فهو أراد أن تكون البداية من جنين باعتباره معقلاً للمقاومة التي انطلقت منه، وصُدرت إلى مناطق مختلفة في شمال الضفة الغربية؛ فهو يعتقد أنّ هذا العمليات العسكرية من شأنها أنّ تردع الآخرين!

الجانب الإسرائيلي يتجاهل بأنّ تصعيده الأخير في العمليّات العدوانيّة على جنين ومخيمها وعموم مناطق الضفّة الغربية، سيكون له نتائج عكسيّة ستؤدي إلى المزيد من التصعيد ضد جيش الاحتلال، ويؤجج من مشاعر الانتقام ويشعل المقاومة من جديد باعتبارها «فكرة»، وسيجلب نتائج عكسيّة تبتعد عن فكره!

نتنياهو يخوض هذهِ الحرب من أجل الحفاظ على الإئتلاف الحاكم لإسرائيل وتنفيذ مخططات سموتريتش الذي يتبنى خطط الاستيطان والتوسع على حساب الأراضي الواقعة تحت سيطرة السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة، للحفاظ على مكتسباتهم السياسيّة. وهي رسالة تعويض عما جرى في قطاع غزّة من خسائر فادحة تكبدها.

نتنياهو يريد زيادة مساحة الأراضي الإسرائيلية، تحت غطاء الدعم الأميركي، والاستفادة من تصريحات دونالد ترامب الذي كان قد تحدث بأن الدولة الإسرائيلية صغيرة ويجب توسعتها!

كما يتجه لضمّ العديد من أراضي الضفة الغربية لإسرائيل؛ وهي مناطق ربما تصل إلى نحو ٦٠ بالمئة من مناطق الضفّة الغربيّة!!

مئات الحواجز العسكريّة وضعت خلال الأيام الماضية في شوارع ومدن وقرى الضفة الغربية، بالتنسيق مع المستوطنين، وتحريضهم لمهاجمة القرى والاعتداء على سكانها وممتلكاتهم، وهي خطوة منظمة بين الجيش الإسرائيلي والمستوطنين أنفسهم؛ للتضييق على أهالي سكان المدن والقرى لدفعهم نحو هجرتها!!

ما يحدث في المدينة ومخيمها، يشكل صراعاً بين الاحتلال، والشعب الفلسطيني الذي يقاوم فكرة التهجير، حتى لا يكرر المشهد ذاته الذي حدث في العام ١٩٤٨ !!

مخيم جنين هو البداية دائماً لانتهاكات الجيش الإسرائيلي؛ باعتباره عنواناً للذاكرة الفلسطينيّة في وقت اتخذت السلطات الإسرائيلية قرارها بإنهاء عمل الأونروا التي تعيش في أيامها الأخيرة في فلسطين، مع قرب العد التنازلي لوقف أنشطتها في القدس، وإخلاء المباني التي تشغلها بحلول نهاية الشهر الجاري.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF