هناك حملة لتشويه حالة الاستثمار في الأردن تحت عناوين مختلفة.
الفساد وعودة الصخب والمقاطعة التي اطلق فيها دعاتها اقبح الاوصاف بحق مؤسسات اردنية راس المال والعاملين فيها.
لكن أسوأ ما يحصل هو انسحاب وكالات عالمية لذات الاسباب وغيرها والاسوأ هو البيروقراطية السالبة التي يبرع فيها موظف كبيرا كان ام صغيرا في تطويع القوانين والانظمة والتعليمات لخدمة اجندته الخاصة.
الرئيس جعفر حسان كان واضحا وصارما عندما قال ان هدف الحكومة هو انجاح خطة التحديث وان نجاح هذه الخطة يقوم على اكتاف القطاع الخاص وان مهمة الحكومة بكل جسدها هو خدمة هذا الهدف.
وكأني بالرئيس حسان اراد ان يقول ان اي موظف مهما كانت رتبته هو الاندماج طوعا وكرها في هذا الهدف ومن يسير بعكسه عليه ان يخرج طوعا او كرها.
هناك مستثمرين اردنيين مؤمنين ولم يمل اي منهم المحاولة واستطيع هنا ان تسمي بصراحة الاشياء باسمائها والاشخاص باسمائهم..
مثلا لماذا كلما تنفست شركة الفوسفات الصعداء وعادت الى الربحية والانتظام في جسد الاقتصاد كاحد اهم موارد الخزينة والاقتصاد ياتي من يدفع بالشبهات حولها !.
لست ضد التحقق ان كان من تجاوزات لكني ضد الصخب الذي لن ينفع بعده اي ترميم حتى لو اتضح ان لا مكان للفساد.
رغم العراقيل والنقد صمم صبيح المصري على بناء اهم استثمار في العقبة وهو ايلة ورغم تراجع السياحة في مهب الاحداث الاقليمية ما زال هذا الاستثمار الضخم صامدا ينفق على نفسه ذاتيا.
لماذا كلما اتي هذا المنتجع بنشاط للتغلب على تراجع السياحة اخذت الالسنة بالهجوم.
اخيرا وبعد موافقات لا منتهية فازت جامعة العقبة للعلوم الطبية بالترخيص وبدأت العمل بعد اكثر من ١٠ سنوات من المماطلة.
رغم عوامل الطرد لم يكل ميشيل الصايغ ومعه نخبة من المستثمرين الاردنيين الحادين طرق الابواب ولم تكن العراقيل بمستوى الاستثمار مثله مثل ذلك المرحوم توفيق الفاخوري الذي اصر على انجاز استثمار ضخم وهو فندق الريتز الدولي فيما لا تزال ابراج السادس الشهيرة تراوح مكانها.
لم يذهب الفاخوري الى جورجيا او تركيا رغم العروض وانجز مهمته في عمان باستثمار ذاتي رغم المماطلة وكان عنوانها الجمارك.
لا يزال احمد عرموش صامدا في استثماراته ولم يثنه الهجوم والاتهامات تحت بند المقاطعة وغيرها من تصفية شركات تعاني الخسارة في اتون حملات لا تكترث للعمالة الوطنية ولا لاسهامات هذه المشاريع في الايرادات الضريبية التي تحتاجها كما تحتاج غيرها الخزينة لتمويل نفقاتها.
هذا غيض من فيض والامثلة كثيرة لكنها تذكرني برجال الاردن الاوائل الذين بنوا المشاريع التي نراها حية اليوم عندما لم تكن الخزينة قادرة على ذلك، واذكر هنا ايليا نقل وتوفيق قعوار ومحمد علي بدير وعلي غندور وغيرهم الكثير.
في الاردن رجال اعمال مؤمنون بالبلد وبامكاناته وشعارهم هو لا تراجع ولا استسلام. قد يقول احدهم ان الربح هو المعيار ونحن نقل ان راس المال المستورد ينسحب ان المس الخطر والخسارة لكن ليس لراس المال الوطني من مفر!.