خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

إنتاجية الحالة الاعلإمية الوطنية.. مسار آخر للتحديث

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. محمد كامل القرعان

يعتمد النهوض بالإعلام الوطني على استراتيجية وطنية تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية والاصطفاف حول المشروع الوطني للدولة في التحديث، ومقاومة الأدوات ذاتية المصالح والتحديات الداخلية والخارجية من خلال تطوير أدواتها التكنولوجية لتواكب التطورات العالمية، مع بناء منصات جديدة على وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة تأثير المحتوى الإعلامي والوصول إلى الجمهور المستهدف مع الاخذ بالدور التنموي للإعلام الوطني في إشباع احتياجات المواطنين من الأخبار، التثقيف، والترفيه لا سيما أن وسائل الاعلام الوطنية تضم كوادر مهنية متميزة قادرة على تعزيز دور الإعلام الوطني، والعمل على تقديم حلول مبتكرة وسريعة لتجاوز التحديات التي تواجه العاملين بها.

والإعلام كواحد من أهم أدوات المواجهة الفكرية في معركة بناء الأمة إضافة إلى دوره الهائل في تشكيل وصناعة الرأي العام الدولي؛ فالى أي مدي يكون هناك دور للإعلام في تعزيز قيمة هذه الهوية الوطنية التي تسعى إلى خلق اصطفاف وطني خلف مشروع الوطن؟ فالإجابة واضحة في مدى الاهتمام الإعلامي الكافي بترسيخ مكونات هذه الهوية الوطنية في المجتمع، وهو يحتاج الي تدعيم إما لعدم وجود الوعي بمفردات المشروع الوطني لهوية الدولة، أو أن الأداء الإعلامي في معظمه يخضع لمتغيرات سريعة تكنولوجية ورقمية وقيمية صعب السيطرة عليها مما قد يعرقل دور الإعلام ومهنيته في دعم مشروع الدولة والهوية الوطنية في المجتمع.

هذا المشهد يفرض تحديا حقيقيا لإثبات مدى وطنية وجدية الإعلام في السعي إلى تقديم خطاب جديد خلال فترات الأزمات والمواقف السياسية والاجتماعية الصعبة لتقليل الاختلافات بين أعضاء المجتمع وتعزيز معدلات الاصطفاف الوطني وراء مشروع الدولة.

فالأردن الآن أحوج ما يكون إلى إطلاق استراتيجيّة وطنية إعلامية تتبنى فكرة تعزيز الهوية الوطنية والاصطفاف حول المشروع الوطني للدولة، ومقاومة اي أدوات ذاتية المصالح ولو كان الأمر بحسن النوايا.

والإعلام الوطني يجب أن يكون أداة فاعلة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، مع تقديم رسالة إعلامية تبرز حجم المشروعات الوطنية والتنموية، وتعزز وعي المواطن بمردود هذه المشروعات على مستقبل المملكة.

وهذا يتطلب تعاوناً وتكاتفاً لتحقيق الأهداف المشتركة، لتشهد المرحلة المقبلة تحولًا ملحوظًا في أداء الإعلام الوطني بما يتماشى مع تطلعات الدولة والمواطنين.

فهناك أولوية الآن في أن يساعد الإعلام الوطني في ترتيب الأولويات الوطنية بطريقة تسمح بالاصطفاف حول مشروع ضروريات الدولة؛ بدلا من التركيز على تقديم قضايا سطحية وهامشية بعيدا عن إبراز عناصر النموذج الأردني المتكامل في دوائره المتعددة عربيا ودوليا.

والحاجة ماسة الي تجسيد قيم المواطنة والانجاز والانحياز للقضايا الوطنية؛ فمعظم ما يقدم من تناول إعلامي في هذا الاتجاه هو عبارة عن خطابات وقتية ترتبط برد انفعالي إزاء أزمة طارئة أو حدث ما، بينما لا ينطوي إلتزام حقيقي بتوجه اتستراتيجي متكامل في تناوله لقضايا ومكونات الهوية الوطنية أو دعم الدولة

وتتزايد الدعوات الي اطلاق استراتيجية وطنية للإعلام الوطني؛ من أجل تصحيح صورة الإنجاز دعما للقيادة السياسية والرد على كل الادعاءات الباطلة التي تلحق بالأردن ودوره من خلال الحضور الإعلامي القوي والمؤثر والمحترم في المجالات كافة.

فالمشهد السياسي بكل أبعاده يراهن على مهنية الإعلام في خوض معركة بناء الوعي بمفهوم عملي، وخوضها بمصداقية لاطلاع الرأي العام على كافة التحديات داخلياً، وخارجياً، بل ويتصدى للاشاعات والأكاذيب التي تستهدف النيل من جهود الدولة في كافة المجالات، إذ يعي أبناء الاعلام بمختلف تنوعاته مهمته الأساسية وهى توعية المجتمع بالأهداف الخبيثة لمروجي الاشاعات من اعلام الجماعة الإرهابية وغيرها من المتربصين، وينقل بمصداقية جهود مؤسسات الدولة والإنجازات التي تحققت على أرض الواقع.

الجميع يثمن الدور الوطني الذي يقوم به الإعلام بدءاً من توعية المواطنين بالمخططات الشيطانية والارهابية وجماعات التطرف ورفض الآخر للسيطرة على مفاصل الدولة، ومحاولات شق الصف وتفتيت وحدة الشعب، ونطمح بلعب الإعلام أيضاَ دوره في إعادة الكشف عن المخططات برسم الخارطة السياسية في الوطن العربي بل والعالم كله، وتوعية الناس وكشف زيف هذه المخططات الخبيثة وفضحها، وكشف زيف هذه المحاولات وكشف حقائق الفساد والخيانة التي كانت موجودة في أنظمة جماعية إرهابية.

وتقتضي الحاجة الى ضبط المشهد الإعلامي، وتنظيم عمل وسائل الإعلام في مختلف القضايا منها أكواد حماية القيم والأخلاق، والالتزام بعرض الآراء المختلفة واحترام الرأي الآخر وتقديم محتوى يليق بالمشاهد، وإحداث نقلة نوعية بتقديم إعلام مهني بناء يتناول الأحداث بدقة وحيادية، وإعادة تغيير دماء المشهد الإعلامي مع الحفاظ على ثوابت المجتمع، والمساهمة في إعطاء قوة دفع كبيرة للإعلام لجعله أكثر قوة وتأثيرًا، وهو الأمر الذي يسهم في رفع درجة الوعي.

في الختام تؤكد الأحداث والتطورات والمستجدات على حقيقة مفادها أن الاعلام سلاح الدولة، وما زال خط الدفاع الأول عن أمنها القومي ووجودها.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF