في الأردن تأتي عمان في مقام القلب من الجسد، وتتجلى تعبيرًا أبهى وأسمى لرحلة الأردن الحديث؛ الدولة والمجتمع، ففيها يلمس الزائرون الأمن الظاهر للعيان والمتبدي في الاستقرار في عوامله وفواعله المادية، وهو الذي يشعر به الزائرون في أعين أهل الأردن والمقيمين على ثراه من طمأنينة وثقة وكأنهم في بيت مكين الأساس يتفيأون شجرة وارفة ضاربة الجذور في الأرض ومتواشجة مع المكان.
عمان مقر العرش الهاشمي الذي قدم للعالم نموذجًا متفردًا للعقد الاجتماعي ليمازج بين أصالة المكونات والمشارب ويتكامل مع الحداثة ومتطلبات العصر، وفي عمان عادة ما يكون للقاء الملك مع أهلها طابعه الخاص، فعمان لكل الأردنيين، وكل الأردنيين لعمان، فهي الخيمة الكبرى والجامعة.
يأتي لقاء الملك مع الشخصيات العمانية تتويجًا لزيارات جلالته لمحافظات الأردن المختلفة، وفيه تأكيد على أولوية التنمية في الأردن وفي كل بقاعه الغالية، مع البقاء في صف القضايا العربية جزءًا أصيلًا من هذه الأمة، مساندًا ومسعفًا أينما تطلبت الظروف في مسعى وطني وقومي من أجل تحقيق السلام والاستقرار لأنه المدخل الوحيد لتتمتع الأجيال المقبلة بحياة آمنة وكريمة وتصبح شريكًا حقيقيًا قي بناء حضارة إنسانية أخلاقية وعادلة.
من عمان وبين أهلها تأتي الرسالة الأردنية للعالم بأن شعوبنا تستحق الأفضل ويمكنها أن تواجه العصر بشروطه، وأن تضع عزائمها في خدمة البناء والإعمار.
والعالم إذ يتطلع لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة وينظر إلى الأردن قيادة وشعبًا لأداء الدور الكبير والجوهري في الجهود والمساعي التي تمثل الأطراف المعتدلة والصادقة في بحثها عن العالم الأفضل، فإن لقاء جلالة الملك بأهل عمان يبعث على الطمأنينة ويغذي الأمل بإمكانية تحقيق نموذج الدولة الحقيقية القائمة على أسس قويمة وثابتة في المشرق بأكمله.
بهية كانت عمان وهي تتحلق حول مليكها من خلال نخبة من خيرة أبنائها وناصعة وواضحة ومنتمية للمستقبل بالقدر نفسه الذي تتمسك فيه بالتاريخ في تعبير عميق عن ثقة الشعب بحكمة القيادة الهاشمية وقدرتها على استكمال مسيرة البناء والتطوير والمضي قدماً بالأردن والأردنيين نحو مستقبل مزدهر.
