وكأن العقبة قد تعافت واكتفت من المنافسة الشرسة في المنطقة حتى يداهمها نوابها بمذكرة تطلب وقف مهرجانها السنوي الثقافي والسياحي ومرة جديدة تكون العادات والتقاليد شماعة تبرز كوسيلة للتحريض.
مثل هذه المناكفات السياسية غير اللازمة انما هي اختبار لشعبوية ظن اصحابها انهم يتربعون فوق قمتها وهي لا تلوي على شيء سوى الدفع بمزيد من العراقيل للنهوض بمدينة تعتاش على السياحة وعلى الميناء.
يكفي العقبة ما تواجهه من منافسة قوية على مستوى الإقليم حتى تحتاج إلى منافسة في طرح وجهات نظر حول هويتها السياحية وهويتها كمنطقة اقتصادية خاصة.
بصراحة أكبر كانت العقبة وقعت بين يدي مسؤولين ومنظرين مارس كل منهم اجتهاداته فيها ونجحوا في تعميق الثغرات بدلا من تجسيرها وفي إبراز السلبيات.
لن يكون للعقبة مستقبل ما لم تبتكر منتجات سياحية جديدة فما كان مرفوضا بالأمس هو حاجة اليوم وفي المستقبل..
يلفت الانتباه مقترح تضمنته المذكرة وهو استبدال المهرجان الذي يجلب سياحا ينفقون مالا ويشغلون الفنادق والمطاعم بمنح هذه المرافق ذاتها اعفاءات سخية كي تصمد وكي ينهض الواقع السياحي، لكن السؤال ايهما افضل هل جلب سياحة عبر منصات تحفز وتشجع ذلك لتحقيق التعافي أم اقتراح حلول مؤقتة تكرس المشكلة وماذا بعد الاعفاءات؟
ما هو مطلوب من الحركة الاسلامية ونوابها الكرام كسب جميع فئات المجتمع، واحترام التنوع فيه وليس التعبير عن آراء بعينها ربما هي غير مستفيدة من مثل هذه الفعاليات.
هل قتل السياحة التي يعتاش منها جمهور عريض من اهالي العقبة هو الهدف تحت قناع عادات وتقاليد ملتزم بها اصلاً، سيكون مفيدا للبطالة ولتراجع الدخل والفقر وافلاس الفنادق والمطاعم وكساد المتاجر في مدينة يفترض انها عنوان السياحة في الاردن.
النجومية والبحث عن الشعبية وحصد الأصوات انما يتم عبر اقتراحات تحقق فوائد للاقتصاد وللبلد وليس عبر التشويش على كل خطوة تحقق منافع عامة لاغراض سياسية بائسة.
لم يشأ نواب الحركة في العقبة تفويت مثل هذه الفرصة فلا بأس من بعض الصخب على مشارف مناقشة الموازنة لتحقيق مطالب ومصالح ضيقة على حساب المصلحة الجمعية.
على المهرجان ان يمضي قدماً وفي العقبة كما في الاردن مساحة كبيرة لتعدد الاراء ومن يعتقد انه متضرر عليه ألا يشارك او ان يغلق باب بيته دون ذلك.