عمان، يا موطن العزّ، وموئل الفخار، يا قلباً لا يزال ينبض في عروق الأمة العربية، يا سيدة العواصم، يا شامخة، يا من تقف على جبالكِ العالية، وتحتضنين بين أضلاعكِ أرواح الأبطال الذين لا تذلهم الأيام، ولا يغفلون عن سيوفهم، وإن تقادم الزمان، فيكِ المهابة، وفيكِ الكبرياء، وكلما مر الزمان ازداد المجد علوّاً في سمائكِ، كما تنمو شجيرات العزّ في أرضكِ الطاهرة.
يا عمان، يا حصنَ العرب، يا من إن حطَّ الريح على جبالكِ، تأبى إلا أن ترفع رأسها، كأنها الجبل الذي لا تلامسه الرياح ولا تقوى عليه العواصف، أجدادنا إذا ذكروا الكرامة، كانت عمان أول من تُذكَر، وإذا اجتمع الحديث عن الشجاعة، كان لكِ من بينهنَّ المقام الرفيع.
عمان، لولاكِ لما كانت الأبطال تلوح في الأفق، على جبالكِ سُطِّرت أسمى معاني الفروسية، وعلى ترابكِ رُويت قصص من لا يُقهرون، أنتِ الحصن الذي تصدَّت له الرياح، وأنتِ الأرض التي تنبت أبطالاً لا يهزمهم الزمن.
فيا عمان، يا دار المجد، لا يسكت الحديث عنكِ، ولا يتوقف الشرف فيكِ، كيف لكِ أن تُقاسِ بأرضٍ سواكِ؟ هل تُساوين كل العواصم؟ أم أن مجدكِ متفردٌ لا يضاهيه شيء؟ على أرضكِ لا تُرى الخيانة، ولا تُسمع الهزيمة، أنتِ أقدم من أن يُذكر اسمكِ في الأزمان، وأكبر من أن تُحكى حكاياتكِ بشفاه البشر.
أنتِ يا عمان، يا عبق الماضي، وبقاء الحاضر، ومجد المستقبل، عليكِ يستند كل عرب، وفيكِ نشأ الرجال، يا عمان، لكِ في القلوب مكان، ولكِ في العيون وقار، ولكِ في كل لسانٍ دعاءٌ بأن تبقى شامخةً في وجه الزمن، لا تذلّين ولا تستكينين.