اللافت للنظر حين مطالبة الحكومات المتعاقبة التركيز على الحلول الجذرية وعدم تمرير الأزمات وترحيليها من حكومة لأخرى والاستمرار في طرح العديد من القضايا ذات الصلة بالوطن والمواطن.
نعلم جيدا بأن ليس للحكومة أي حكومة عصا سحرية تعمل من خلالها على توفير الحلول والتي تحتاج إلى فترات زمنية وإجراءات ومتابعات، وبالطبع تعاون الجميع كل في مجاله واختصاصه وتغليبه للمصلحة العامة على الخاصة.
المطالب الموجهة للحكومات وعلى مدار السنوات السابقة تحتاج لقراءة من جديد لطبيعة تلك المطالبات ونتائجها من الحلول الآنية وطويلة الأمد والتي ترتبط بالخدمات العامة للمواطن والأولويات المدرجة على بنوده اليومية العاجلة والطارئة.
ثمة العديد من القضايا حلت وما تزال البعض منها قائمة وتحتاج لحلول جذرية حتى لا تبقى أرقا لكل من المواطن والحكومة ومؤسساتها العاملة في المركز والميدان والتي يتكرر طرحها من وقت لأخر وبمواسم محددة.
يسجل للحكومات السابقة معالجة بعض القضايا والملفات والبت في العديد منها، ولعل مفهوم الوزير والمسؤول الميداني ما نحتاج للوقوف وتلمس حاجات المواطن بشكل مناسب ومعالجة الكثير من القضايا بحلول جذرية دون مماطلة وتأجيل، ولعل الأمثلة في هذا المجال كثيرة وتشمل قطاع الصحة، النقل، الطاقة على وجه الخصوص مع الإشارة إلى أن الخدمات الحكومية الإلكترونية ساهمت إلى حد جيد في تقديم الحلول وبشكل سريع ومناسب وترشيد للوقت والجهد والمال.
نطلب من الحكومة ومؤسساتها الكثير ولكن ولنصارح أنفسنا بالواجب تجاه مرافق الدولة والخدمات المقدمة وإنصافها بتقدير واحترام، وللأمانة وصلنا في بعض القطاعات درجات متقدمة ومستويات تحتاج للمتابعة والتقييم والمحافظة والاستدامة.
لست في صدد مناقشة ردود السيدات والسادة النواب على البيان الوزاري، ولكن يجب الانتباه للعديد من المطالب والتي تتمحور في السياسات العامة للدولة وترجمتها لإجراءات تخص المواطن من قريب ومباشر وتهم الصالح العام وينبغي الانتباه اليها بعيدا عن الصراخ والضجيج والبحث عن الشعبوية.
الحلول الجذرية تحتاج الى الكثير من الوقت والجهد والمتابعة والمحاسبة والتقييم، ولعل قائمة المطالب طويلة وتحتاج من الحكومة الحالية مراجعة العديد من القرارات السابقة (وقد قامت بذلك) والتركيز على الاحتياجات الفعلية وعلى أرض الواقع والقرب المباشر من المواطن وبشكل يضمن توفير متطلبات الحلول والتي قد تكون في حالات معينة بسيطة وقلبلة للتنفيذ بمجرد تدخل المسؤول مباشرة.
المعيار الصحيح للشخصية العامة مقدار ما تقدمه من حلول جذرية للقضايا والعقبات على أرض الواقع، وللانصاف هناك في مؤسساتنا العديد من المسؤولين وممن يعملون بجهد واخلاص ومتابعة وشجاعة في تلبية المطالب وايجاد الحلول الجذرية ونغفل من النقد اللاذع والشكوى المريرة الإشادة بما يقومون به من واجب الأمانة باقتدار.
المطلوب حلول واقعية وطويلة الأمد، وبالطبع لن تنتهي المطالب طالما تقدمنا في العمل والتطوير والتحديث وتلبية الاحتياجات التنموية قبل الخدمية وتعميق مفهوم الانتماء لمؤسسات الدولة والحرص على المال العام والمصلحة الوطنية.
نصبو لتحقيق الكثير من مشاريعنا للسعادة والراحة والرخاء والازدهار والمنعة، ولكن ذلك يحتاج للكثير أيضا من العمل والجهد والتعاون والالتزام بالحقوق والواجبات والقيام بما يمليه علينا الانتماء من مصارحة ومكاشفة مقابل الوفاء لمتطلبات وشروط النماء والبناء.
جلد الذات لن يفيد في ايجاد حلول جذرية، ولكن المطلوب والمرجو المساهمة الإيجابية ورفع الهمة والمعنوية وتقديم ما يمكن ويوفر شروط الحلول الجذرية سواء على المستوى الشخصي والخاص عندما نتعامل ونسلك ونتصرف مع بعضنا البعض.
خلاصة القول تفيد في معرفة ما نريد وكيف نفعل لما نريد ونحث الخطى في مشوار الانجاز الطويل، وبالطبع مرحى للسيدات والسادة النواب والحكومة على حد سواء.
