خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الأردن وهويته الراسخة في مواجهة أصحاب الأجندات

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عبدالكريم سليمان العرجان

عندما يقف عضو في مجلس النواب متوشحاً برداء الإصلاح والانفتاح، ويتحدث عن منح الجنسيات والإقامات لأزواج وأبناء الأردنيات أو مد جسور التعاون مع مليشيات عابرة للحدود، فإننا أمام ما يتجاوز مجرد اقتراحات سياسية، بل أمام مشروع مكشوف لتفكيك هوية الأردن الراسخة وإعادة رسم معالمه الاجتماعية والسياسية على أسس غريبة عن هذا الوطن.

الأردن، الذي صمد بتاريخه وبأهله، ظل على مدار عقود منارة للوحدة الوطنية، والاعتدال الاجتماعي، والسيادة التي لا تقبل القسمة، لكن الحديث عن «الانفتاح» على ميليشيات أو تغيير قواعد منح الجنسية، ليس إلا دعوة مبطنة لضرب عمق السيادة الوطنية، إنها محاولة لتغليف الفوضى بأقنعة براقة، تُخفي وراءها نوايا وأجندات تهدد بنيان الدولة وتوازنها.

الإخوان المسلمون، الذين أجادوا لعبة الشعارات طيلة عقود، باتت نواياهم اليوم مكشوفة أكثر من أي وقت مضى، فمن وراء ستار «الانفتاح»، تتوارى مشاريع خطيرة لتغيير التوازن الديموغرافي، وفرض أجندات لا تخدم إلا الفوضى والمصالح الفئوية، الأردن ليس حقلاً لتجارب سياسية ولا ساحةً تُزرع فيها بذور الصراعات المستعارة.

إن الكلمات التي سمعناها من بعض نواب الإخوان تحت قبة البرلمان، والتي تتحدث عن «التعاطف مع ميليشيات» أو التلاعب بقوانين الجنسية، ليست مجرد زلات لسان، بل إشارات واضحة تستدعي منا جميعا وقفة وطنية صارمة، هذا الوطن، الذي كان وسيبقى رمزاً للعروبة الأصيلة، ليس أداةً للمساومة أو محطةً للأجندات المشبوهة.

الأردن هو الأردن، له سيادته وهويته الوطنية التي لا تقبل العبث أو المساومة، إنه إرثٌ عظيمٌ بُني بتضحيات أبنائه ودمائهم، ولن يكون لعبة في يد من يجهلون تاريخه أو يحاولون تسخيره لمصالح فئوية ضيقة.

الخطر لا يكمن فقط في الكلمات التي قيلت، بل في النوايا التي تُخفيها، أولئك الذين يظنون أن شعاراتهم الشعبوية قادرة على زعزعة أركان هذا الوطن، عليهم أن يدركوا أنهم واهمون، هذا البلد صلب بجذوره، موحد بشعبه، وعصي على محاولات التلاعب بهويته ومستقبله.

ختاماً، الأردن ليس فلسطين، وليس ساحة لصراعات الآخرين، هذه الأرض التي شهدت ميلاد الحضارات وبزوغ شمس الكرامة ستبقى مهد الأصالة والعروبة، وصخرة تتحطم عليها كل المحاولات لزعزعة وحدتها أو النيل من سيادتها، الأردن سيبقى شامخا، رافع الرأس، حاملاً إرث أجداده وحلم أبنائه، أما الإخوان، فلهم أن يسألوا أنفسهم: إلى أين؟

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF