تتزين مجالسنا في المناسبات الاجتماعية على وجه الخصوص بالشيبة والشباب معا وفي جو من الاحترام والمودة وغالبا ما تتصدر الصور أخبار تلك اللقاءات بشكل يعكس ملامح الأجيال ومظاهر الشيبة والشباب ومعالم النسيج الاجتماعي الطيب.
روح الشباب ونقاء القلب وتقدير الكبار ومحبة الصغار ومودة الجميع تظهر جليا في كل حفل ومناسبة ولقاء وتجمع، ويحدو الأمل لدى الجميع بالوطن الجميل بأبنائه وبناته يتوافدون حول الجمعة الطيبة ويوطدون وشائج القربى وصلة الرحم والتواصل المباشر.
يعجبني في «الرأي» العزيزة ما ترفده كل حين من أجيال الكتابة واللقاء فيما بينهم على صفحاتها وتطعيم التجربة بأقلام شابة تضيف الجديد والحديث وتبث عبر المقالات ما يلفت الانتباه لمواضيع ذات اهتمام شبابي مميز.
سوف تلتئم الدورة العادية لمجلس الأمة هذا الأسبوع والتي تضم الشيبة والشباب مما يلون صفحة الوطن من العطاء الدستوري والممارسة الطيبة في مشوار الدولة في ظل قائد الوطن وتوجيهاته التي تخاطب الجميع بحكمة وخبرة الكبار وهمة الشباب في سبيل نهضة الأمة وخدمة الوطن والمواطن.
أعجبتني صورة لجد يحاور حفيده بمودة ورحمة وينظر له بفخر واعتزاز ويختصر من ثم المسافة بين الأجيال بالتفهم والانسجام والحوار والتآلف والتقبل، وكم يبدو جميلا حين نجتمع في مناسبة معينة ونستمع باهتمام لرأي الشباب في الأمور ذات العلاقة بهم وقضاياهم بثقة وهدوء واطمئنان.
العلاقة المباشرة أفضل من وسائل التواصل الحديثة، ولعل الانشغال بها أفقد روح الاجتماع نكهته ومعناه وما يعزز ويربط الأفراد معا للتطلع نحو المستقبل برجاء وعزيمة ونوايا صافية ونقية من المصالح والمنافع وأية شوائب أخرى.
حكمة الكبار وروح الشباب عندما تجتمع تكمل بعضها في المجالات كافة بما نغرسه في النفوس من خير لنحصد الخير وبما يشارك به الشباب في تحمل المسؤولية والأمانة باقتدار ومسارعة؛ لست مع لوم الشباب على تصرفاتهم ولست أيضا مع نقد الكبار على حرصهم ومتابعتهم الحثيثة لتفاصيل الأمور.
نعيش في الوقت الراهن وتعرضنا في السابق للكثير من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والظروف الصعبة، ونجحنا وبإذن الله ننجح في متابعة المسيرة والمحافظة على الوطن ومنجزاته بالرضا والحمد والشعور بالنعمة والأمن والتصالح مع الذات واحترام الآخرين وتلك ليست مثالية وخيالية ولكنها مسافة كافية للانتماء والمساهمة الإيجابية وأبسطها المعاملة والعلاقة الاجتماعية الطيبة ونقاء القلوب والنفوس مما يشوبها ويكدر صفوها.
ننتصر بالشباب ووعيهم ودفاعهم عن الوطن ونفخر بحكمة الكبار ونصحهم وتوجيههم من خلال مجالسهم الغنية بالتجربة والخبرة والثقافة والمساهمة في العطاء والبناء وخدمة الوطن في المؤسسات والمرافق والجمعيات والنوادي وسائر مواقع الخدمة الرسمية والأهلية.
نتطلع لمواجهة التحديات معا، نحن فريق واحد شيبة وشباب للدفاع والتمسك بما حققناه من إنجاز وبناء وتضحية وتنمية في مسيرة خالدة من عمر الدولة الأردنية، علينا عدم الالتفات وخصوصا من قبل الشباب للنعيق وما ينشر ويبث من سلبية وسواد؛ الدور المنشود والمطلوب هو منا جميعا ودون استثناء وفي جميع المواقع والجبهات.
جميل ما يلون مجالسنا حين نجتمع، لوحة وطنية من الشيبة والشباب، نسأل الله أن تبقى حاضرة ومستمرة وباقية في الوجدان، تتوارثها الأجيال وتحافظ على صلتها ورابطتها بقوة وصلابة ومتانة وحسب الأصول.
أيها الشباب عليكم بالشيبة ووقارها وعليكم الكثير والكبير مما نرجوه منكم ونتوسم، بارك الله في شيبتنا وشبابنا الغر الميامين وحفظهم بعين رعايته التي لا تنام، وحمانا جميعا فريقا واحدا نكمل بعضنا البعض نحفل بما يجمعنا ويقوي رابط المودة والرحمة والاحترام والتقدير فيما بيننا وعلى الدوام.
