حين كنا نحتفل بميلاد الحسين في الرابع عشر من تشرين الثاني، كانت مشاعرنا يغمرها الفرح والغبطة والسرور لما غرسه فينا الحسين من حب للأردن وما يربطنا به من إنجازات طيبة وفي المجالات كافة.
كانت غالبا ما تمطر في يوم ميلاد الحسين وها نحن نذرف دمعا رقراقا في مناسبة التذكر وملامح الحسين الأبوية بيننا في الأنحاء الأردنية وكل موقع أفتتح وشيد وأسس في عهده ويشهد على رعايته الهاشمية السامية.
ما زال حديث الحسين للحفاظ على الأردن يزين حياتنا مثلما أهدانا جلالة سيدنا الملك عبدالله الثاني ومثله نسعد بالحسين الحفيد أميرا هاشميا يلتحق في ركب العطاء والبناء والتنمية بروح أردنية للوفاء والمضي قدما على خطى الحسين طيب الله ثراه.
صنع الحسين حكاية الأردن وسلمها أمانة غالية لأبي الحسين والحسين وها هو العهد يتجدد كحديث الحسين الباني والواثق حين تسلم أمانة المملكة الأردنية الهاشمية وما كان من جهد مخلص لأجل أن يبقى واحة أمن وأمان وسيظل كذلك بعون الله وحفظه وقيادة مليكنا المفدى عبدالله الثاني.
عندما غرس الراحل الحسين شجرة الحياة، ظل الغصن أخضر يانعاً بحب الأردن والانتماء له والوفاء لكل منجز حول الأردن لمعجزة وفي المجالات والقطاعات والميادين والأجيال ورحلة التحدي الحقيقية في كل ما يخص ويتعلق ويعني لنا الكثير ويلزمنا بالحق والواجب علينا جميعا.
الحسين قصة خالدة في تاريخ الأردن منذ أن كان عهده مع الجميع أبويا وحانيا وواثقا وحازما ورائعا مثلما أراده على مدى النظر وعمق الوجدان والضمير وتضحية الأوفياء ممن شاركوا في مسيرة الأردن بعزيمة لم تضعف أو تلن.
وعند كل مرحلة من الأردن ظلت حكمة الحسين ونظرته الثاقبة هي المرشد لنا في ظل قائدنا وسيدنا الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه.
صوت الحسين المميز ما زال معنا وفي كل مناسبة نستذكرها، وكم من مرة ردد جلالة سيدنا أبو الحسين وصايا الحسين وتركيزه على شرف خدمة الأردنيين ورعايتهم بما يشهد للهاشميين من خلق وكرم وسعي حميد وعفو وصفح وتواضع وقرب من الشعب بمكوناته وأطيافه وشرائحه ونسيجه الوطني العزيز.
لقد كان الحسين وسيظل نبراساً في معنى الوفاء والإيمان للأردن الذي علينا الاعتزاز به والمحافظة عليه بكل ما يستحق من جهد وعمل وتعب ومثابرة وإخلاص وتقدير واحترام وثقة وصبر وقوة وشموخ.
نرى الحسين ونحتفل مثلما كنا نسعد ونبتهج في مواقع العطاء في مؤسساتنا وكل دار أردنية خرجت من جند الأردن مدنيين وعسكرا، موظفين ومستخدمين، رجالا ونساء، شيوخاً وشباباً من أجل عزة الأردن على الدوام.
طبت أيها الحسين في أفئدة الأردنيين ومن عرفك وعهدك أبا لعبدالله وأمينا لنا، وها هو سيدنا أبو الحسين يسير على خطاك ويحافظ على المسيرة أردنية هاشمية مكللة بالعز والفخار.
بقيت أيها الحسين في ضمير الأمة وكل موقع وضعت حجر الأساس له، وأضحى معلما نباهي به الدنيا والعالم.
رحم الله الحسين في ذكرى مولده التي تعطر أيامنا، وحفظ الله سيدنا أبا الحسين والحسين وأسرتنا الأردنية وحمى الله الأردن قويا منيعا صامدا آمنا مطمئنا سخاء رخاء بهيا وجديرا بنا وعزيزا وغاليا.