خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

حول العناية بالشباب!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة

كثُر الحديث، ومنذ أمَد، عن العناية بالشباب وتمكينهم لأنهم يُشكلون الشريحة السكانية الأكبر؛ إضافة إلى كونهم العمود الفقري للمجتمع وأمل المستقبل.

وكلّما انصبّ الحديث حولهم، كلما اتجهت الأنظار إلى وزارة الشباب بالدرجة الأولى ووزارة الثقافة بدرجة أقل.

وهذه نظرة صحيحة، في جانب منها، لأن وزارة خصصت للعناية بالشباب متوقع أن تلعب دوراً بارزاً في كل أو معظم ما يتصل بهم.

وتقع على عاتقها مسؤولية الإشراف المباشر على العديد من الأنشطة والمبادرات والملفات الخاصة بهم.

أما وزارة الثقافة فمن المفترض أن تلعب دوراً في إدارة اهتمامات الشباب الذهنية، بحيث تخلق البيئة الحاضنة التي تُمكّنهم من تنمية وصقل اتجاهاتهم وميولهم الثقافية بما يخدم تطلعاتهم وتوقعات المجتمع منهم.

ومن أهم ما يمكن أن تُسهم به الوزارة، ووزارة الشباب كذلك، تعزيز تَمتّعهم بثقافة إيجابية بنّاءة قوامها الاعتزاز بالوطن والإيمان بدورهم في الإسهام بنهضته وتطوره.

باختصار، الوزارتان مهمتان لأنهما مكلفتان رسمياً بقيادة مهام وأعمال متصلة بالشباب.

بَيْدَ أنّ قلة يتحدثون عن دور الجهتين الرئيستين المفترض قيامهما بمهمتي العناية والتمكين، ألا وهما المدرسة ومؤسسة التعليم العالي.

فهاتان الجهتان هما اللتان يقضي فيهما الشباب السنوات «التشكيلية» من أعمارهم وهما اللتان تحتضنان الشباب احتضاناً مباشراً وتعتنيان عناية خاصة بهم وتُشكلان شخصياتهم مسلكياً وذهنياً.

ومن هنا فهما الجهتان الأساس والأقرب للشباب.

فالمدرسة، والتي يلتحق بها الأفراد كافة أطفالاً ويغادرونها شباباً، معنية بتربية الأفراد وصقل معارفهم العامة، أو ما يمكن تسميته بالثقافة العامة.

المدرسة الناجحة هي التي تبني شخصية الطالب لَبِنَةً لبنِة، وتخلق الميول الأساسية فيه، وتؤسس قِيَمَه، وتُزوده بالمعارف العامة، وتنمّي قدراته العقلية والنفسية والروحية والبدنية.

ولعلم العامل الأهم في مهمتها هو عامل التربية؛ فالتربية السليمة، منذ سنيّ الطفولة المبكّرة، هي أول ما يحتاجه الشاب.

والإشكال قد يقع عندنا – ولعلّ هنا مكمن الخلل – في أن المدرسة قد فقدت مهمتها التربوية في العقود الأخيرة، وركزت على المعارف.

أما مؤسسة التعليم العالي فمعنية بتعميق الثقافات العامة في الدوائر الأسمى وبناء المعارف التخصصية، إضافة إلى صقل ميول ومهارات وقدرات الطلبة من خلال الأنشطة والأندية التي تتيحها لهم.

وهي التي تقوم بتهيئتهم للانخراط في المجتمع وأداء واجباتهم نحوه، مواطنين فاعلين خلاقين، وظيفياً واقتصادياً وسياسياً.

ولعلّ الإشكال في معظم مؤسساتنا، على مستوى كليات المجتمع والجامعات، يكمن في عدم كفاية جودة المنتج التعليمي والثقافي المقدم للطلبة، وفقر البيئة فيما يتعلق بحاجات نموهم وتطورهم، بسبب كثرة أعداد الطلبة في معظم المؤسسات وضعف التواصل الفاعل معهم وشح الموارد وغيرها من أسباب.

لكن الاعوجاج في أداء هاتين الجهتين، والذي لا بد من التصدي له بهدف تقويمه، لا يجب أن يُنسينا دورهما في إعداد الشباب وتمكينهم فيخرجهما من دائرة الحديث كلّما طرح الموضوع.

نقطتان مهمتان:

أولاً: العناية بالشباب هي مسؤولية مشتركة وتكاملية بين جميع الجهات المذكورة هنا، وغيرها؛ مع أنّ الدور الأساس هو للمدرسة ومؤسسة التعليم العالي.

ثانياً: لا بد من تحديد أدوار المؤسسات المعنية بالشباب بدقة ووضوح من أجل تمكين كل منها من التركيز على المطلوب، وحتى لا يختلط الحابل بالنابل.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF