في مؤتمر صحفي على هامش اجتماع مجلس الوزراء الأخير في الكرك، أكد الناطق باسم الحكومة، محمد المومني، أهمية تحول الإعلام الأردني من كونه وسيلة لترويج الإنجازات الفردية إلى أداة تركز على تسليط الضوء على القرارات والسياسات التي تخدم الوطن والمواطن.
تعكس هذه الرسالة رؤية الحكومة لتعزيز الشفافية والإخلاص في العمل الحكومي. وأشار المومني إلى أن المسؤول الذي يتفاعل بشكل إيجابي مع الإعلام هو الذي يؤدي دوره الفعال في خدمة الشعب. ومن هنا يبرز دور الإعلام في تقديم تحليل موضوعي للقرارات الحكومية، مع التركيز على الفوائد الحقيقية التي تعود على المجتمع.
تأتي هذه الدعوة في إطار التوجهات الملكية لتحقيق التنمية المستدامة من خلال استراتيجيات طويلة الأمد مثل «رؤية الأردن 2025»، التي تهدف إلى بناء اقتصاد قوي يضمن رفاهية المواطنين. لذا، يُنتظر من الإعلام الوطني أن يلعب دورًا محوريًا في توجيه النقاش العام نحو القضايا الأساسية التي تعزز قدرة الأردن على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
إن الحاجة ملحة لإعادة توجيه بوصلة الإعلام نحو الأحداث والقرارات المؤثرة في مستقبل الوطن، بعيدًا عن التركيز على الإنجازات الفردية. يتطلب تطوير المحتوى الإعلامي تقديم الأخبار بدقة وموضوعية، مما يعزز ثقة الجمهور في الإعلام.
يمكن للإعلام أيضًا تعزيز قدرته على التأثير في الرأي العام، ليكون منصة لطرح الأفكار والحلول التي تدعم التنمية. يتطلب هذا التحول تقديم محتوى تحليلي بعيد عن الأهواء الشخصية، مما يعزز من مصداقية الإعلام.
من خلال تسليط الضوء على المبادرات الحكومية والمشاريع الاقتصادية، يمكن للإعلام أن يسهم في دعم النمو الوطني. يُعتبر تطوير الإعلام الرسمي كأداة لدعم الاقتصاد الوطني جزءًا أساسيًا من هذا التحول، حيث يُمكنه أن يكون حلقة وصل بين الحكومة والمواطنين، مع توضيح الفرص المتاحة للمستثمرين المحليين والدوليين.
بتركيز الإعلام على قضايا مثل تحسين بيئة الأعمال وتعزيز الاستثمار في القطاعات الحيوية كالسياحة والطاقة المتجددة، يمكن أن يسهم في تحقيق الأهداف الملكية. يجب أن يتضمن هذا التطوير تحسين المحتوى الإعلامي واستخدام أدوات تكنولوجية حديثة تضمن وصول المعلومات بدقة وسرعة.
في النهاية، يحتاج الإعلام الأردني إلى تطور شامل ليتمكن من أداء دوره في خدمة الرؤية الملكية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. الابتعاد عن الشخصنة وتقديم محتوى موضوعي يُبرز فوائد السياسات الحكومية سيساهم في تعزيز دور الإعلام كأداة للتغيير الإيجابي، مما يجعل منه شريكًا حقيقيًا في بناء مستقبل مزدهر ومستدام. وتأتي أهمية هذا التطوير أيضًا في توسيع نطاق المحتوى الإعلامي ليتناول قضايا متعددة تعكس اهتمامات المجتمع وتطلعاته.