خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

المسحيون العرب أيقونة في حفظ التراث ولغة الضاد ونهضة الفكر العربي (١-٢)

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
سارة طالب السهيل

ساهم المَسيحيُّون العرب على مدار الحقب التاريخية المختلفة في الحفاظ علي التراث واللغة العربية وازدهارها، ونهضوا بالفكر العربي وتحديثه ونشر العلم والادب والابداع في شتى مناحي الحياة من الجاهلية الى يومنا هذا الى جانب اخوانهم المسلمين العرب.

فاللغة العربية كما يؤكد العلماء والباحثون المتخصصون، بدأت قبل ظهور الرسالة المحمدية وتطورت في العصر الجاهلي الذي يتمز بالإبداع الشعري في أعلى مستوياته، وكان من بينهم شعراء مسيحيون مثل عديُّ بن زيد النصراني، الملقب بشاعر الحيرة الأوحد، والاعشى أكثر الشعراء العرب فصاحة وبلاغة.

واتفق علماء اللغة على أن المَسيحيين كانوا وراء تطوُّر الكتابة العربية وخاصة في الحيرة وما جاوَرَها. رجح بعض المؤرخين أن القرشيين تعلموا خط الجَزم من مسيحيي الحيرة في رحلاتهم التجارية إلى العراق فحملوه إلى مكة فظهرَتْ فيها الكِتابة قبل الإسلام.

وكان من أوائل الذين عُرِف عنهم الكتابة بالعربية زيد بن حماد، وعاش نحو عام ٥٠٠ ميلاديًّا، أي قبل نحو ٧٠ عامًا من مَولد الرَّسول، ثم ابنُه الشاعر عدي بن زيد وكلاهما مَسيحيَّان.

وفي العصر الأُموي سطعت أسماء كوكبة من الشعراء المسيحيين من أبرزهم الأخطل والقطامي، وكان الأخطل يحظى بمكانةٍ كبيرة في تاريخ الأدب العربي.

وفي العصر العباسي ركز المسيحيون العرب اهتمامهم بالعلوم والفكر وخرجت منهم أجيالٌ مِن الأطباء والفلاسفة وعلماء الرياضيات استَعان بهم الخُلفاء والأمراء، وان لم يهملوا الشعر لكنهم سعى بعضهم الى محاكاة الكُتَّاب المُسلمين فنَظَموا القصائد والبديعيَّات في مَدْح السيد المَسيح وحوارِيِّيه باللُّغة العربية، ومن أشهرهم المطران جرمانوس فرَحات والخوري نيكولاس الصائغ صاحِب أول بديعيَّة مَسيحية باللغة العربية.

دورهم في الترجمة

ومع إنشاء بيت الحكمة في عهد الخليفة المأمون قاد المسيحيون العرب حركة الترجمة العربية التي شهدت عصرها الذهبي على أيديهم وكان معظم المترجمين الذين برَعوا في هذا العصر من السُّريان النساطرة. ومن بينهم أبناء بختيشوع، وإسحق بن حُنين بن إسحق، ويوحنَّا بن البطريق، ويوحنَّا بن ماسويه وهو طبيب الخُلفاء، وكان يتولَّى إدارة بيت الحِكمة.

وكان حُنين بن إسحق (٨٠٨–٨٧٣م) وهو من النساطرة أكثر المترجمين شهرة، وهو مولود بالحيرة وعاش في بغداد وكان نَجم نُجوم بيت الحِكمة. وكان ابن لوقا (٨٣٠–٩١٢م) المولود في بعلبك، من اشهر هؤلاء المترجمين الى جانب يحيى بن عدي المُلقَّب بالمَنطقي.

وهؤلاء العباقرة ترجموا فطاحِل الفكر الإغريقي من اليونانية إلى السُّريانية قبل ظهور الإسلام.

وكما يوضح كِتاب (العرَب من الرسالة إلى التاريخ) ومراجعه العلمية المهمة، فقد تولى عملية الترجمة إلى العربية ٥٦ مُترجِمًا أفنَوا حياتَهم لأداء هذه المهمة، وكانوا كلُّهم من المَسيحيين.

ويذكر الكتاب نفسه، إنه كان هُناك ١٢ مُترجمًا خلال النِّصف الثاني من القرن الثامن، ثم ٣٠ خلال القَرن التاسِع، وهو العصر الذهبي للتَّرجمة ثم ١٤ في القَرن العاشر. وهو يصنفهم كالتالي: ٣٥ من النَّساطِرة و١٠ من اليَعاقِبة و10 مَلكِيِّين وماروني واحد.

وكان لهذه الترجمات أثر كبير في تطور الفكر العربي وللغة العربية نفسها، فقد اشتق هؤلاء المترجمون المسيحيون كلماتٍ وتراكيب جديدة على لغة العرب فصارت اكثر لغات العالم حيوية وارتقاء. وساعد ذلك علماء العرب على صياغة اكتشافاتهم ونظريَّاتهم العلمية باللغة العربية الحية.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF