خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

كلمة حق أمام مجتمع دولي جائر

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
رأينا

أطلق جلالة الملك في السنوات الأخيرة تحذيرات كثيرة لما يمكن أن تؤول له الأوضاع في المنطقة، نتيجة سياسات المجتمع الدولي المتراخية في مواجهة العدوانية التي يحملها اليمين الإسرائيلي، والإغضاء المتواصل عن الجرائم الإسرائيلية، والتجاهل الواضح للحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها تأسيس دولة فلسطينية تكفل للفلسطينيين العيش بحرية وكرامة شأن بقية شعوب العالم، وفي هذه اللحظة الحرجة من تاريخ العالم، وقف الملك على منبر الأمم المتحدة، وهو الزعيم العالمي الذي بوأته رؤيته وشجاعته ليكون الأكثر بصيرة والأشجع استبصارًا، ليلقي كلمةً تاريخيًة في أخطر لحظة تشهدها الإنسانية منذ عقود من الزمن.

أطلق الملك وللمرة الأولى، إدانة واسعة للتقصير الأممي الواضح والفاضح والذي يترجم عجزًا عميقًا وعقمًا مستحكمًا أمام منطق القوة الذي يستبد ويعصف بكل شيء، ويبدد أي معنى للعدالة الدولية، ويضرب المعنى الجوهري لحقوق الإنسان، ليطبقها بانتقائية تحولها إلى امتياز يمنح للبعض ويحرم البعض الآخر منه حسب الأهواء.

لم تكن لهجة الملك في المحافل الدولية بهذه الصراحة والنبرة المريرة من قبل، فطالما اتخذ جلالته خطابًا واقعيًا يضع الحلول والخيارات أمام الجميع، ولكنه في هذه المرة، يواجه العالم بحقيقة مفجعة تتمثل في معايشته لحظة انهيار مرعبة للمنظومة التي يفترض أن تعمل على تطبيق العدالة على المستوى الدولي، ويلخص جلالة الملك ذلك كله، أن التصريحات لم تعد تسمن ولا تغني من جوع، وأنه لا يمكن أن تترك إسرائيل على سجيتها الوحشية وهي ترتكب أفظع الجرائم، وتوقع ضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ والصحفيين وعمال الإغاثة والطواقم الطبية في حربها على قطاع غزة أكثر من أي حرب في التاريخ الحديث.

وقف الملك يمثل وطنًا مستقلًا بخياراته، ومحكمًا ضميره الجمعي أمام العالم والإنسانية، صامدًا أمام التهديدات العاصفة التي تحيق به، متماسكًا ومتحلقًا حول إيمانه وقناعاته وثوابته التي تنظر إلى العالم بوصفه مكاناً للعمران والاستقرار من أجل حياة كريمة لجميع البشر، وكانت صراحته وشجاعته تضع الخيارات الأردنية أمام العالم، فالأردن الذي تبنى خيارات السلام التي طرحت من المجموعة العربية من أجل مستقبل أفضل وأكثر أمنًا للجميع، يجد نفسه في هذه اللحظة مضطرًا لأن يعلن بكلمات واضحة لا تفتح مجالًا للتأويل، أو هامشًا للمساومة، أن الأردن لن يكون وطنًا بديلًا، ولن يقبل بالتهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم، ولن يقف مكتوف اليدين أمام محاولة إسرائيل التهام الحقوق الفلسطينية التي قامت على أساسها مسيرة السلام بوصفها خيارًا للشعب الفلسطيني لم يجد التطرف الإسرائيلي أمامه إلا محاولة الافتئات عليها وتجاوزها موظفًا العنف والتوحش محتميًا بالحصانة الدولية التي اكتسبتها إسرائيل عبر سنوات من غير رادع لها.

أشار الملك إلى أكثر من نقطة معتمة في الضمير الإنساني، وإلى أكثر من زاوية تتوارى خلف هول الجرائم الإسرائيلية في مكان أو آخر، فيوضح جلالته أن خارطة الجرائم الإسرائيلية تتمدد إلى الضفة الغربية مثل غزة، وإلى لبنان موضحًا أن إسرائيل تتجاوز الخط الأحمر بعد الآخر، في إشارة واضحة إلى أن إسرائيل لن تتوقف بصورة طوعية وهي تجد التخاذل الدولي يمهد طريقها تجاه مشروعات توسعية تطبق فيها نزقها وتصورها لنفسها فوق القانون، وممارستها الظلم والاضطهاد تجاه الفلسطينيين يمكن أن يتوسع ويتمدد لأنه لا رؤية أخرى للعيش لدى اليمين الإسرائيلي، ويختم الملك خطابه، بأن يتوجه لله تعالى ويسأله أن يتحلى المجتمع الدولي بالشجاعة لاتخاذ ما يلزم من قرارات بجرأة وحكمة ويضع الإجراءات العاجلة بالحزم الذي تتطلبه الأزمة، والذي تمليه عليه ضمائرهم.

أتى الخطاب الملكي ليكون شهادةً بالصدق وإبراءً للذمة أمام التاريخ، وإدانة غير مسبوقة للسياسة غير المسؤولة التي أوصلت الجميع إلى هذه النقطة الصعبة واللحظة الحرجة.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF