حفلت كلمة جلالة الملك عبدا لله الثاني خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في اعمال الدورة 79 للجمعية أمس، والتي حضرها سمو الامير هاشم بن عبدالله الثاني، بمدلولات تاريخية وابعاد إنسانية مفصلية عميقة أكدت محورية وأحقية الخطاب الأردني المتزن وواقعيته لحل قضايا المنطقة وبناء السلام العادل، وبما ينعكس إيجابا على شعوبها.
جلالة الملك كان السبّاق دائما من خلال اللقاءات والزيارات التي جمعت جلالته مع قادة وزعماء العالم في تأكيده على المنهجية الدبلوماسية الأردنية الراسخة تجاه قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والتعاون المشترك إضافة للتحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط..
الملك كان حاسما في تشخيص للواقع والتحديات التي تواجه المنطقة والعالم بما لا يدع مجالا للتأويل، وأن لا أمن ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة دون حل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وتأكيد جلالته أن التعاون في بناء السلام العادل للجميع في المنطقة يجب أن يشمل السلطة الوطنية الفلسطينية لضمان نجاح الشراكات الإقليمية.
كلمة جلالة الملك وما حملته من رسائل وأبعاد سياسية مهمة وعميقة، فيما يتعلق في القضية الفلسطينية ووقف الحرب على قطاع غزة،تأتي تاكيدا للدعوات المستمرة لجلالته على أن الضمان الوحيد هو في سلام عادل وشامل يتساوي فيه الجميع في المنطقة، وان هذا الامر يكمن في الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، هو مفتاح الأمن والاستقرار الازدهار في المنطقة وحل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
فالقيادة الهاشمية قادرة على تحديد البوصلة حيال القضية الفلسطينية وموضوع القدس في مواجهة التعنت الإسرائيلي،وان الأردن شكل دائما جزءا محوريا وأساسيا في دعم حقوق الشعب الفلسطيني ونيل استقلاله وإقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أن موقف جلالة الملك عبدالله الثاني الواضح والثابت حيال ما يجري من عدوان إسرائيلي على غزة مثل صوت الحق والعدل في مخاطبة الضمير العالمي، بضرورة التحرك لوقف إطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون انقطاع.
تحذيرات جلالته في كلمته من خطورة الوضع وتأثيره على امن وسلامة المنطقة وشعوبها، ومنذ بدء الحرب العدوانية على غزة جاءت في إطار الجهود المكثفة التي يقوم بها جلالته في وضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته واحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في وجه العدوان والانتهاكات الإسرائيلية وما خلقته من وضع أنساني كارثي في القطاع.
وإصرار جلالته على أن ما يحدث من التصعيد سببه غياب السلام وحل الدولتين والبديل هو ما نراه اليوم من قتل وعنف، يأتي من خلال تأكيد جلالته على ضرورة إيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين،حيث لفت جلالة الملك للبعد السياسي لمفاصل القضية الفلسطينية وبما يجري في غزة يشكل المحور الاساسي لقيام سلام حقيقي في المنطقة.
فتحركات جلالته الإقليمية والدولية حرصت دائما على تذكير العالم بضرورة العودة إلى العملية السياسية وصولا إلى إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقهم وإنصافهم، وهو ما مثل الجانب الأساسي من مضمون التحرك الدبلوماسي الأردني.
كما وتأتي كلمة الملك أشارة مهمة للجهود إنسانية الكبيرة بذلها جلالته في التاكيد على ضرورة السماح للمنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة بالقيام بواجباتها الإنسانية،والاستمرار في تقديم المساعدات للفلسطينيين.
فالأولوية بالنسبة للأردن حاليا في الوضع الإنساني، وإدخال المساعدات إلى غزة والضفة الغربية ووقف الحرب على غزة والاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون الاسرائيليون في الضفة الغربية، والتي تعاني أيضا من تصعيد وضع خطير في ظل الاعتداءات المتواصلة للمستوطنين على المواطنين الفلسطينيين العزل والاقتحامات المتواصلة للمناطق الفلسطينية من قبل قوات الاحتلال.
وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته في الاستجابة لمساعدة مساندة الفلسطينيين كواجب اممي انساني كفلته القوانيين الدولية في إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة إلى غزة ووقف المجاز المستمرة بحق المدنيين.