تعلن النتائج الرسمية للانتخابات النيابية لمجلس النواب العشرين بفوز الأردن في هذا الاستحقاق الدستوري والدخول إلى المئوية الثانية للدولة الأردنية بعزم وإصرار على المساهمة الوطنية وبكل مكونات المجتمع الأردني الطيب.
شاركت كغيري من أبناء وبنات الوطن في العملية الانتخابية للوفاء والإخلاص للأردن الغالي والذي يستحق منا الدعم والعطاء للمضي في مسيرة البناء والتي ينبغي أن نشارك فيها جميعنا كل في موقعه ودوره وأسرته ومجاله.
سعدت وفرحت خلال مشاركة زوجتي وابني في مشوار الانتخاب واعتماد الفرار الوطني لحرية الاختيار والتعلم والاستفادة من تجربة المشاركة والتي كانت بمنتهى الحرية والنزاهة والمسؤولية.
عتبت واعتب على من لم يشارك وبقي خارج دائرة الاهتمام وداخل السلبية والإحباط والتشاؤم، ولم أجد له مبررا وسببا مقنعا لعدم المشاركة والتفاعل الإيجابي مع الحدث والحق والواجب والالتزام.
يمكن قراءة نتائج الانتخابات لاحقا، ولكن المهم هو تقييم مطلبنا الأساسي وتوجهنا العام والخاص بالقضايا كافة وخصوصا رسالتنا من المشاركة في العملية الانتخابية؛ كانت رسالة الدولة الأردنية واضحة في هذا الخصوص ويمكن قراءتها بوضوح؛ ثمة نبض خاص بالشعب الأردني وثوابت للدولة لن نحيد عنها أبدا.
نجاح الأردن يعني فشل جميع من يراهن على قدرته على ضبط الإيقاع المطلوب لتناغم الموقف الرسمي والشعبي تجاه القضايا كافة ومنها القضية المركزية تجاه فلسطين وغزة والتهجير والعديد من تفاصيل الرسالة الأردنية والتي لها الدلالات السياسية للعالم وبشكل متزن ومدروس.
الانتخابات ليست سوى أداة حقيقية للسعي الأردني تجاه المستقبل وفرض سياسته التي لا تقبل القسمة مع أحد وتثبيت المواقف بشكل صريح ومباشر ودقيق سواء على مستوى العلاقات العربية والدولية والعلاقة على وجه الخصوص مع إسرائيل والتي لا يروق لها الاعلان الأردني ومواقفه من سياستها وغطرستها الهمجية.
لا تعجبني عبارة: «لم يحالفه الحظ»، واعتقد أنه يجب استبدالها بعبارات مشجعة أكثر لخوض تجارب الحياة وغمار المجالات السياسية بشكل مرتب ومبرمج ومخطط له وواضح المعالم وبتوازن بين العاطفة والعقل والدعم المتاح والعون المطلوب من الأنصار والقواعد الشعبية.
نجح الأردن والدولة الأردنية في اجراء الانتخابات في ظروف محيطة وتقلبات وأحداث دقيقة واستمر نهج الدولة بديمومة العمل المؤسسي وتضافر الجهود الإدارية والأمنية في تحمل المسؤولية ليس في يوم الانتخاب ولكن على مدار الفترة الزمنية الكافية لضمان سير العملية الانتخابية بهدوء ويسر وتنظيم يشهد لها القاصي والداني على حد سواء.
نجحنا ومن شارك بشكل إيجابي في تفاصيل ومراحل العملية الانتخابية؛ عمل الفريق المتجانس وتوظيف التكنولوجيا والانضباط الأمني والسيطرة والتحكم ساهمت في تسهيل الإجراءات وتطبيق النظام وبشكل حضاري مميز.
نعم قد تكتنف المسيرة بعض الثغرات والسلبيات والممارسات الخاطئة (وذلك أمر طبيعي) ولكن لننظر وبشكل إجمالي للإنجاز الديموقراطي وما تحقق من دفع بالاتجاه الصحيح نحو الوصول لقبة البرلمان، لنشعر بحجم الرضا والسعادة والفخر عند الإشارة لحبر الانتخاب على إبهامنا والذي يشير إلى الثقة بما يمكن أن تصنعه أيدينا من فائدة لوطننا الحبيب دون كلل وملل وريبة وتردد وخوف.
نجح الأردن بكل جهد بذل من أجل اتمام الواجب الدستوري، ونجحنا في الاحتفال والتقدير والتحية لأصحاب الفضل لتأمين كل ما يلزم وفي المجالات كافة للعملية الانتخابية، ومهما ذكرنا، سيبقى الأردن كدولة ومؤسسات وأجهزة وأفراد وجماعات هم من ندين لهم بالاحترام والامتنان والثقة.
حين خرجت من مركز الاقتراع يوم الانتخاب، شعرت بطعم النجاح، تماما كما كنت تلميذا في مدرستي حيث صندوق الاقتراع، وكما أنا الآن مجتهد في الحياة؛ عاش الأردن وسلمت وبوركت سواعد من يصل الليل بالنهار لأجل أن يبقى الأردن عزيزا شامخا على الدوام.