مبشرة التقديرات التي أعلنها وزير الزراعة مؤخرا فيما يخص موسم الزيتون لهذا العام 2024/ 2025 حيث أشار معالي وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات الى أن موسم عصر الزيتون لهذا العام سيبدأ في 15 من شهر تشرين الأول 2024، ووفقاً للدراسات العلمية والميدانية الدقيقة التي أجرتها الوزارة بالتعاون مع الشركاء المحليين والخبراء، فمن المتوقع أن يصل إجمالي إنتاج ثمار الزيتون لهذا الموسم إلى نحو 175 ألف طن وتشير التقديرات إلى أن حوالي 143 ألف طن من هذه الكمية ستُخصص لعصر الزيتون بهدف إنتاج زيت الزيتون، مما سيُسفر عن إنتاج ما يقارب 26 ألف طن من زيت الزيتون ذو الجودة العالية أما الكميات المتبقية والتي تقدر بنحو 32 ألف طن، فقد بين الحنيفات انه سيتم تخصيصها لأغراض الكبيس، وهو ما يساهم في تنويع المنتجات وزيادة القيمة المضافة للثمار.
وفيما يخص تلبية احتياجات السوق المحلي، فإن الوزارة تتوقع أن يبلغ الطلب المحلي على زيت الزيتون حوالي 25 ألف طن، ما يعني أن الكميات الفائضة ستكون متاحة لتعزيز المخزون الاستراتيجي الوطني ودعم صادرات المملكة من زيت الزيتون، في خطوة تهدف إلى ترسيخ مكانة الأردن كمصدر موثوق لهذا المنتج الحيوي في الأسواق الإقليمية والعالمية.
أما توقعات أسعار زيت الزيتون لهذا الموسم، فمن المحتمل أن تظل الأسعار مستقرة ومماثلة لمستويات الموسم الماضي 2023/ 2024، مع الأخذ في الاعتبار العوامل المتعلقة بالعرض والطلب وكذلك جودة المنتج المتاحة.
التوقعات المبشرة تعني ضمانة أكيدة لموسم ناجح يُلبي تطلعات الجميع ويعزز من قدرة القطاع على مواجهة التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة للاستثمار في قطاع الزيتون ويعني كذلك تعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية بموسم الزيتون، والمحافظة على جودة وسلامة الزيتون لانتاج زيت فاخر بافضل المواصفات ومرتبطة بتقبل المستهلك لها ومنها: رائحة الزيت الطازج، المرارة المقبولة، الحدية أو الطعم اللاذع، والجودة مرتبطة بطرق التخزين والعبوات المناسبة وظروف التخزين بعيدا عن الخرارة، الرطوبة، الاضاءة المباشرة.
ننظر وننتظر باهتمام لموسم الزيتون القادم كما شوقنا للمطر بما سوف يشكله من أمل للمزارع وأسرة الزيتون الممتدة من كل فرد يعمل في هذا المجال من عاملين وناقلين وفنيين ومهندسين والعديد من اعضاء الأسرة المحبين للزيتون والحياة، والاهتمام بالعمليات الزراعية (حراثة، تقليم، تغذية، تسميد، مكافحة الاعشاب والحشرات).
تطور كبير حدث على قطاع الزيتون من حيث زراعته والعناية به وقطفه وعصره وتخزينه وتذوقه ولعلنا ندعو المعنيين والمختصينوالباحثين من توثيق رحلة الزيتون المباركة معنا وعلى امتداد معنى الموسم والعطاء والانتظار والمطر على حد سواء.
ثمة العديد من الجمعيات ذات العلاقة الوطيدة بالزيتون والتراث من أغان وموسيقى وحرف وفلكلور وشعر وأمثال وقصص شعبية مرتبطة بموسم الزيتون ونهاره القصير مع دخول أشهر الخريف والشتاء، وتكاتف عمليات القطاف والجمع والتعبئة بصناديق بلاستكية مهواة ونقل المنتج بسرعة إلى المعاصر.
من «العونة» إلى تنكة الزيت وجميع ما يذكر ويستخدم من الزيتون والزيت والنضال الوطني في الأردن وفلسطين وكليهما قلب واحد ينبض بالوفاء والاخلاص والإيمان بالله معطرة بدم الأبطال والشهداء والأحرار على الأرض الطهور، من تلك القيمة إلى الوجد قطفنا ونقطف بعون الله ثمار التعب الهني الرضي من الشجرة المباركة.
اللهم بارك في موسم الزيتون القادم مع الابتهال اليك والرجاء بما يطيب الخاطر ويريح البال ويرسم السرور على الوجوه ويزيل التعب ويحقق الأمنيات ويكون الفرج، اللهم يا رب.