سؤال يتكرر من قبل من يثير السلبية أينما يحل ليبث الإحباط واليأس، ولكن ثمة من يدرك تماماً عدوى الإيجابية وفوائدها ونشر التفاؤل في مسيرة الحياة مهما كانت التحديات والعقبات كبيرة وشاقة.
ينسحب الأمر والحالة على من لن يشارك في اختيار مرشح مناسب في المسيرة البرلمانية ويعطي الفرصة للنائب المناسب لتحمل الدور المنوط به ضمن الواجبات والحقوق الممنوحة له بموجب القانون.
تكمن الاستفادة في دفع المرشح القادر على تحمل المسؤولية إلى قبة البرلمان على سبيل المشاركة الفاعلة والحرص على حسن الاختيار ليس فقط في مجال الانتخابات ولكن في كل تصرف وسلوك وممارسة مع خضم مشوار الحياة.
يقف الكسل وراء العديد من قرارات عدم البدء في الخطوة الأولى والمحاولة وربما المجازفة والكثير من مشاريع التغيير، وكم نجد من الأمثلة الحية والواقعية من التردد والخوف وعدم الثقة من فرص النجاح والاستفادة من الأفكار النيرة في مشوار الحياة ونكتشف وبشكل متأخر فقدان الفرصة والاكتفاء بـ"لو» والحسرة على مضمون ذلك.
ترى ما الذي يمنع من الإدلاء بالصوت الانتخابي حين تتوافر جميع الظروف والإمكانيات والتسهيلات والإجراءات والوقت وكافة الأسباب الإيجابية والموفقة لكل مواطن للذهاب إلى صندوق الانتخاب وممارسة حقه الدستوري باهتمام وانتماء؟
لست مع من يعدد السلبيات، ولكني من أنصار الإيجابية الواعية والتفكير السليم لممارسة دورنا في الحياة بشكل يرفع من المستوى والقيمة المضافة من أي جهد نبذله من أجل الصالح العام والخاص؛ لماذا تعلمنا وسرنا في درب المعرفة والثقافة، أليس من أجل المساهمة الطيبة جنبا إلى جنب مع الجهود الوطنية والعطاء الإنساني وخدمة للمجتمع والوطن وحتى العالم؟
لا يوجد عذر للمتقاعس عن العطاء بحجج الكسل والضعف وعدم الثقة والخوف وحتمية النتيجة؛ لو بقيت هذه العقلية من التصرف والسلوك، لما تقدمنا وصرنا إلى ما نحن عليه من انجازات وفي المجالات كافة.
أعجبني لقاء مع رجل أعمال أشار في معرض حديثه عن مشواره المهني عن العديد من الأحلام التي تحققت له بسبب المثابرة والعمل والجهد والتعب والاصرار والتحدي وعدم الخنوع لسؤال مزعج لطالما تعرض له: ماذا سوف تستفيد من التعاون مع فلان ومشاركة آخر والتعاون مع منافس، أجاب بثقة: «تلك هي الحياة: خوض غمار التجربة كفيل بالتعلم والاستفادة وبالطبع قبول الربح والخسارة».
نعول كثيرا على الشباب والجميع للذهاب إلى صندوق الانتخاب وفرز المرشح القادر على إحداث الفرق وخصوصا لهم وللمستقبل وكل ما يمس وله صلة بالقضايا الوثيقة وتطلعاتهم ومطالبهم وشجونهم وأمورهم.
لم يتبق وقت للاستفادة من كل الفرص المتاحة في مشوار الحياة؛ ثمة تسارع كبير في الأحداث وطبيعة الظروف والمعطيات، من يملك الخطوة الأولى ويتحرك، سوف يصل، القطار لن ينتظر أحداً.
الاستفادة متاحة وعلى الدوام من الفرص جميعها وخصوصا الآن في مسيرتنا الديموقراطية؛ لا يوجد ما يمنع ويبرر عدم خوض التجربة العملية وكسر حاجز الخوف والأعذار الجاهزة والمبررات المحبطة؛ من لم يبدأ لن يسير نحو أهدافه في الحياة وسوف يبقى كذلك سلبيا دون وجه حق.
نستفيد جميعنا من الخير عندما نعمل من أجل الخير والذي يتمثل بأبسط وأفضل موقف: ممارسة الحق وعدم التخلي عنه وترك تحديد المصير لمهب الريح، نعم نستفيد وننجح ولن نخذل ضميرنا وسوف نذهب لصندوق الانتخاب ونختار من نريد، وهذا هو ببساطة المطلوب لنجيب عن كل الاسئلة في اختبارات الحياة.