على قدر كبير من التواصل والعلاقة المباشرة مع المواطنين، نلحظ جهودا مجتمعية لمديرية الأمن العام وإدارتها المتخصصة: الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ترخيص السواقين والمركبات، السير، الدوريات الخارجية، المعهد المروري، مراكز الاصلاح والتأهيل، التنفيذ القضائي، المعلومات الجنائية، اذاعة أمن إف ام.
أحترم تعاون مرتبات إدارة السير كمثال حي ومباشر وعلى أرض الواقع وفي مناطق الاختصاص مع المجتمع وتحملهم جميع التحديات الماثلة والانتقادات المباشرة لهم من السائقين تحديدا، واتهامهم بأن شرطي السير هو من يعيق ويخلق الأزمة المرورية عندما يتحكم بسيل السيارات ولا يلتفت للزوامير المنطلقة بعصبية وتوتر عند المسارب الفرعية وحتى الرئيسية وعند ساعات الذروة.
لا بد من إنصاف جهود إدارة السير ومساهمتها في السيطرة على التدفق المروري والكثافة المتزايدة على الطرقات وسهرهم على مدار الساعة ومتابعتهم للأزمة المرورية والأخلاقية وأسلوب التعامل مع الآخرين.
ثمة ما يشير إلى تحديات ثقافية وحضارية عند قيادة المركبات بأنواعها والالتزام بقواعد السير بشكل تام والتقيد بما يلزم وتقتضيه الأخلاق العامة من الاحترام المتبادل وإعطاء الأولوية والشعور مع المشاة والمارة والعديد من السلوكات العامة وخصوصاً عند المدارس والأحياء السكنية ودور العبادة وعند الدوار وتلك حكاية ومحك وموقف يومي ومواجهة متكررة لمن يستطيع الاجتيازوالعبور وتجاوز الأزمة.
قد لا يروق للبعض تدخل شرطي السير في العديد من المواقع، ولكنه يلتزم بتنفيذ الأوامر والتي تكون من خلال غرف عمليات السير والصورة الأشمل لطبيعة الحركة المرورية والتدفق في جميع الاتجاهات والعديد من المعلومات والتقارير الواردة.
لا بد من الاعتراف بأننا نحتاج إلى العديد من المهارات السلوكية لقيادة السيارة على سبيل المثال والتعامل مع الطريق والتحديات الماثلة أمام السائق والمارة، وأسلوب التجاوز واستخدام «الغماز» على سبيل المثال ليس فقط اثناء قيادة المركبة ولكن في الحياة والالتزام بمسرب واتجاه وموقف واحد على أقل تقدير.
عوامل وظروف عديدة تقف وراء شكل وأسلوب تعاملنا مع الطريق والالتزام والحرص على عدم مخالفة القوانين ومنها الوقوف المزدوج وقطع الأشارة الحمراء والتحدث بالهاتف الخلوي أثناء القيادة والعديد من المخالفات والتي يعتبرها البعض «شطارة» وللأسف.
استخدم حالياً باص عمّان والباص السريع والتطبيقات الخاصة والعديد مثلي ممن يستطيعون ويقدرون على ذلك، وللحقيقة الخدمة جيدة جداً، بل ممتازة وتخفف من ضبط الأزمات والوقت والجهد والكلفة المادية، ونرجو أن تتحسن خدمة النقل العام بشكل أكبر لتوفير البدائل المتاحة وتقليل عدد السيارات والتخفيف قدر الإمكان من التلوث والضجيج المكاني والبيئي.
أطلعت باهتمام وتقدير على العدد (317) لشهر آب لعام 2024 من مجلة الشرطي الصغير والتي تصدر عن مديرية الاعلام والشرطة المجتمعية في مديرية الأمن العام للسنة الثامنة والعشرين على التوالي ومساهمتها بعنوان جميل: عام دراسي جديد... وحباً للعلم يزيد، وأرجو الإشارة إليها لاحقا وبالتفصيل.
التحية والتقدير لكوادر إدارة السير والذين نعتز بهم ضمن جهاز الأمن العام؛ هم من أبنائنا وبناتنا وشبابنا المؤهلين لمعالجة الأزمات والمساهمة الإيجابية في خضم الحياة العامة وبتنظيم حركة السيارات والمركبات والحافلات والتعامل مع الجميع بأريحية وعلاقة طيبة.
وعلى سبيل التندر، هل ما زلنا نذكر «الرادار» وثقافة الخوف منه وتلك العبارة الشهيرة: «من راقب الناس مات هماً»، هل ما زلنا مضمون ذلك وذكرياتنا الجميلة؟.
