جل المواقف يسجلها التاريخ للقيادة الهاشمية نستلهم منها معنى التلاحم والتكافل الذي يجمع القيادة والشعب في مواجهة التحديات المتزايدة والمؤامرات المتجددة، وتبرز المملكة كنموذج فريد يُحتذى به في التعاضد والوحدة. هذا التعاضد لم يكن محض الصدفة ولم يأت من فراغ بل كان ثمرة نضال وعمل مشترك بين أبناء الوطن الواحد وقيادته الهاشمية الحكيمة وانعكاس لاودلوجية أردنية «بُنيت على مر عقود،. هذا النموذج، الذي يجمع بين الحكمة في القيادة والثقة المتبادلة مع الشعب، متجذرة تقوم على المبادئ والقيم الأصيلة. وهذه العلاقة المشتركة، تعكس القيم الروحية والثقافية والتاريخية العميقة، وشكل الإطار الذي يُبنى عليه الولاء والانتماء للوطن والقيادة.
وهذا الترابط القوي بين القيادة والشعب يجعل المملكة حصنًا منيعًا، قادرًا على مواجهة أي تحديات، والاستمرار في طريقها بثبات وعزيمةوقوة لا تلين، مستمدة من إيمانها العميق وتلاحم أبنائها، ويعزز من استقرارها في مواجهة التغيرات الدولية والمحلية.
منذ تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، أظهر أبناء الأردن انتماء للوطن وولاءً فريدًا لقيادته، وهو انتماء حقيقي ابرزتها التجارب وولاء يتجاوز حدود المواقف الظرفية ليصبح جزءًا من الهوية الوطنية. هذه الثنائية(الانتماء والولاء)
لا ينبع فقط من حب الوطن والقيادة، بل أيضًا من الثقة الكبيرة والراسخة التي يضعها المواطنون في قيادتهم التي تجسد كل معاني الكلمات. وتحدثت قدرتها على قيادة المملكة نحو مستقبل مشرق وواعد رغم عظم التحديات واشتداد الصعاب ومحاولة الغير هزها. وقد تجلت هذه الثنائية في العديد من المناسبات والمواقف والانتصار للقصايا الشعبية، حيث لم يتردد الاردنيون في الوقوف بجانب بلادهم وقيادتهم، متحمسين للدفاع عن الوطن والمساهمة في بنائه، سواء من خلال تضحياتهم أو مشاركتهم الفعالة في مشاريع التنمية الوطنية المختلفة وما تم إنجازه جاء بفضل هذا التلاحم على مدى 100 عام من الثقة المتبادلة والرشد والمحبة و الايمان بقدرات شعبنا بقيادته الهاشمية، على مواجهة التحديات الجيوساسية والاقتصادية الضاغطة بالإضافة الى وقوف الأردنيين وملكنا امام محاولات طمس حقوق شعب فلسطين العربي الشقيق واستهداف مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في القدس. و جهود قواتنا المسلحة والاجهزة الامنية، على حفظ الأمن والاستقرار والنجاح في مواجهة تحدي الإرهاب ودفع أذاه وشروره عن انجازاتنا.
وختاما فإن المزيد من تماسك جبهتنا الداخلية ومنعتها هو الهدف الذي يكرس لمستقبل افضل، وضرورة القيام بدورنا من اجل تعزيز الاستقرار والمضي للامام بعزيمة وإرادة وتوفير ظروف حياة افضل على ارضنا الأردنية.