مكتظة هي ومرهقة لمن يود زيارتها سواء من المرضى والمرافقين والمراجعين وحتى سيارات الإسعاف وسائر الفئات الأخرى؛ أصبحت مناطق المستشفيات في العاصمة لا تطاق أبدا ومن جوانب ومعطيات كثيرة ومنها: مواقف السيارت والمساحات المخصصة للاصطفاف والمشاكل والأزمات التي يشكها موقع مستشفيات العاصمة ومنها في الأحياء السكنية والضغط التي تشكله على حركة المرور من وإلى المستشفيات والعيادات والمختبرات ومراكز الأشعة والمرافق التي تخدم المستشفيات وتزيد من صعوبة الوضع بشكل عام.
الضغط المرافق لتواجد المستشفيات ليس فقط في خارج محيطها ولكن أيضا في الداخل وما يرافقه من زحمة في أعداد المراجعين وما يترتب عليه من سؤال مهم: هل حجم ذلك له ما يبرره من ناحية طبية وعلاجية وخدمات مساندة؟
قد يصعب حل العديد من واقع الحال لمستشفيات العاصمة، ولكن يمكن التخفيف من مضمون ذلك حسب موقع كل مستشفى وعدم التوسع المستقبلي في المباني والعيادات والمجمعات والمراكز الطبية حولها.
لعل الاستثمار في المجال الطبي يستدعي ويشجع التوسع في إقامة المزيد من المستشفيات ولكن لتكن في مناطق خارج العاصمة وتحتوي على خدمات ومنها الحدائق والمواقف والطرق والمداخل والمخارج المناسبة.
من ينظر لخارطة ومواقع مستشفيات العاصمة وانتشارها في مناطق العاصمة المكتظة بالسكان، يلمس الضغط التي تشكله على المرافق العامة فضلا عن الأعداد الكبيرة التي ترتادها سواء من المراجعين والمرضى والكوادر الطبية والإدارية والفنية الأخرى، ولعل ضجيج العاصمة وحركة السير تؤثران على البيئة المرافقة والمحيطة للمستشفيات.
كثيرا ما أناقش الأطباء عن حجم المرض والمعالجة والأدوية والفحوصات والكثير من التفاصيل الأخرى وضرورتها وهل يمكن ترشيدها والتخفيف من الزيادة الملحوظة في القطاع الطبي والخدمات المرافقة؟
ما تزال الذاكرة حاضرة لموقع مستشفى الجامعة الأردنية في منطقة مرتفعة ولم يكن حولها من العمران ما يحيط بها ويزاحمها، ولكن واقع الحال اليوم سواء في منطقة الجامعة الأردنية والمواقع الأخرى يشير إلى الضغط الهائل على شريان الحياة في العاصمة عمّان وربما في المحافظات الأخرى.
بطبيعة الحال والتوسع وزيادة السكان والطلب على الرعاية الصحية أثر على الكثير من المرافق العامة والخاصة ومنها المستشفيات، ولكن الوضع الحالي يستوجب البحث عن بدائل جديدة بدل التوسع في المباني داخل العاصمة والأحياء السكنية والأمثلة عديدة على مناطق مستشفيات بالقرب من الطرق الرئيسية والمباني السكنية ووسط ضجيج المدينة وملوثاتها المنوعة.
ولاثراء الموضع: المُستَشْفَى: هو المكان الذي يلجأ إليه المرضى للاستشفاء، أي: طلبًا للشفاء، ولَفْظه مُذَكَّر «يعود عليه الضمير مذكَّرًا، ويُشارُ إليه، ويُوصَف، ويُخْبَر عنه بالمذَكَّر كذلك»، ويُجمَع جمع مؤنث سالمًا؛ لأن مفرده مذكَّر غير عاقل، فنقول في جمعه: مُستشفَيات.والمَشْفَى= المستشفَى، وجَمْعُ المَشْفَى: مَشَافٍ.
وعندما طلب من العالم الرازي اختيار موقع لبناء مستشفى في العاصمة العراقية بغداد، قام بتعليق قطع من اللحم في أرجاء المدينة، واختار الموقع الذي كان قد تعفن اللحم فيه أبطأ من البقية، وقد اختار الرازي الموقع بسبب جوه النقي وخلوّه من الدخان والتراب، حيث إن المرضى بحاجة إلى هواء نقي خال من التلوث، بالإضافة إلى النقاهة والمنتجعات.
نعود لجوهر المطالبة بالنظر إلى خصوصية مناطق مستشفيات العاصمة، لا بد من بدائل للواقع الخارجي والداخلي لمستشفيات العاصمة والتي تشترك في مسؤولية ذلك جهات عديدة عليها تدقيق النظر في الواقع والذي لا يخفى على أحد ويزعج أكثر من أحد!