خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الاستطاعة واقعاً ومبدأً!!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة

كلّما حملتْ لنا الأخبار إنجازاً لشاب أو شابة في مجال الرياضة، كما حصل للتو في أولمبيات باريس وما حصل قبلها، شعرنا بالسرور والغبطة والفخر، وتعززت لدينا القناعة بأن شبابنا وشابّاتنا ليسوا أقل من غيرهم تألقاً وتميزاً إذا ما أعطوا الاهتمام الكافي والفرصة السانحة.

وهذه قناعة مهمة أن تَرسَخ وتُرَسّخ لدينا حتى نبني عليها ونُحقق المزيد.

بَيْدَ أن الأخبار السّارة هذه تُثير فينا شجوناً وتضع أمامنا تساؤلات تتعلق بحجم الإنجاز الذي يُمكن أن يتحقق.

لا بل إنّ التساؤل الواجب إثارته، على هامش السرور والغبطة هو، هل هذا كلّ ما يمكن أن نُحققه إقليمياً وعالمياً: ميدالية هنا وكأس هناك؟

والواقع أن الإجابة تعتمد على الزاوية التي ننظر من خلالها للأمر.

فإذا نظرنا من وحي الواقع، فالإجابة قد تكون نعم لأنّ ما نبذل من جهد في تمكين شبابنا رياضياً يقع في خانة النزر اليسير.

تمكين شبابنا للمنافسة بكفاءة وتحقيق المزيد من النجاحات، على المستويين الإقليمي والدولي، يتطلب فعل الكثير، من ناحية التخطيط والتنظيم والإدارة والموارد، وغيرها من عوامل.

وما نقوم به على أرض الواقع، على أهميته، ليس كافياً لتحقيق نتائج أكثر وأكبر.

لا بل يمكن القول إن قلّة قليلة في مجتمعنا تأخذ الرياضة على محمل الجد.

نسمع، على سبيل المثال لا الحصر، العديد من الآباء والأمهات يحلمون بأن يكون أبناؤهم وبناتهم أطباء أو صيادلة أو مهندسين أو رجال أعمال؛ لكننا لا نكاد نسمع أحداً يحلم أن يكون ابنه أو ابنته رياضياً مشهوراً.

من هنا، يأتي الإنجاز على قدر الحلم والتوقع؛ وعلى قدر ما يُبذل من جهد على أرض الواقع.

أما إذا طرحنا التساؤل من حيث المبدأ، فالإجابة تكون أن ما نستطيع تحقيقه هو أكبر وأشمل وأكثر بكثير.

شبابنا لديهم إمكانات هائلة، ويمكن أن يحصدوا إنجازات أعظم وأشمل؛ إذا ما أعددنا كامل العدّة لذلك.

وكامل العدّة يعني فعل الكثير، منه على سبيل المثال لا الحصر:

أولاً، وضع الإنجاز في المجال الرياضي غاية وهدفاً استراتيجياً أساسياً على المستوى الوطني، والنصّ على ذلك صراحةً في خططنا الرسمية وبرامجنا المنبثقة عنها. ولا بد من أن نفرّق هنا بين الكلام الذي يقع في باب التمني أو باب الخطابات الموسمية، وبين الخطاب المُدوّن في الوثائق الرسمية والموضوع غاية وهدفاً.

ثانياً، احتلال الرياضات بأنواعها المكانة اللائقة في نظامنا التربوي بحيث تكون مدارسنا وجامعاتنا القواعد التي تنطلق منها الكفاءات وتتفجر فيها المواهب وتصقل، على نحو جاد كجزء لا يتجزأ من الجدول الدراسي والأنشطة المساندة. وهذا يتطلب إعادة هيكلة النظام التربوي ليعكس المطلوب.

ثالثاً، إعطاء الأندية الرياضية العناية والدعم الكافيين بحيث تحتضن شبابنا وتقدم لهم الرعاية والتدريب والمتابعة المطلوبة.

وهنالك رابعاً وخامساً وأكثر، يمكننا الإحاطة بها وبغيرها من عوامل وخطوات إذا ما توافرت لدينا النية والقناعة.

وقد نبدأ بالتركيز على عدد محدود من الرياضات غير المُكلِفة، نتخصّص فيها ونُبدع، ثم ننطلق، وفق تخطيط وتنفيذ دقيقين، لفضاءات أوسع وأرحب.

نعم، لنفرح بإنجاز شبابنا وشاباتنا، لكننا، في الوقت ذاته، نتوق للمزيد.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF