خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

العدل بين الإناث والذكور أمن إنساني (2-2)

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
سارة طالب السهيل

المرأة في المسيحية مكرمة بكرامة السيدة مريم العذراء كما الراهبات و خادمات الرب و المكرسات ومنها المبشرات مثل تكلا تلميذة بولص ومريم المجدلية

تؤمن المسيحية ان

قيادةالرجل ليست من القانون بل من الطبيعة.

تغيرت النظرة الدونية للمرأة مع مجيء الاسلام فتوقف وأد البنات وساوت الشريعة الاسلامية بين الذكر والانثي في الحقوق والواجبات الدينية، بل ان القرآن الكريم أعلى من قدر المرأة بإطلاق اسمها خاصا او عاما في القرآن كما في سورة باسم «مريم، كما هناك سورة باسم «النساء» كثير من النساء عبر التاريخ البشري. و لمن لديه اي اعتراض او ملاحظات على شأن المرأة بالاسلام عليه ان يقرأ كتابي الجديد بعنوان (ليس الذكر كالأنثى) وسأختصر لكم ان اي اجحاف بحق المرأة في المجتمع الاسلامي كان سببه بعض رجال الدين الذين اساءوا الفهم و التفسير عمدا او دون عمد.

الغريب اننا ونحن في الالفية الثالثة للميلاد وفي بلادنا الاسلامية نتنكر لاسم المرأة فتعتبر بعض المجتمعات ان ذكر اسمها عيبا فتكنى باسم ابنائها فتسمى أم احمد وام خالد وهكذا، وهو اقصاء وعنف وتهميش لذكر الانثى واسمها بالمخالفة للشريعة الاسلامية نفسها، مثلما تكنى المرأة في الغرب بكنية زوجها تهميشا لاسمها ولعائلتها، بينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكر أسماء زوجاته وبناته ونحن مازلنا نرددها حتى اليوم تشرفا بهن وتقديرا واحتراما.

و النصوص الشرعية قد ساوت بين الذكر والأنثى قائلاً إنها أكثر من أن تحصى ويأتي على رأسها التشريع الإلهي ومنها قوله تعالى«يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير»، وجعل الله إيذاء الناس ذكوراً أو إناثاً حراماً شرعاً، فقال: «والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً.

بل ان الاسلام أوصى برعاية النساء واحترامهن كما في حديث صلى الله عليه

وسلم «استوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم، إن لكم عليهن حقا، ولهن عليكم حق».

وما نعيشه في عالمنا المعاصر فهو مجافي لهذا العدل الالهي الذي انتقل من

الاسرة إلى المجتمع، فالمرأة لم تحظ بحقوق متساوية في المناصب

الا نادرا، ولم تتساوى بالاجر مع زميلها في العمل رغم انها قد تكون اكثر انتاجا وتميزا عنه، والقرار السياسي في العالم لا تشارك المرأة في اتخاذه إلا نادرا رغم انها كانت ملكة

قوية في الحضارات القديمة تتخذ قرار الحرب وتبني الحضارة وتمارس فنون السياسية في مملكتها وفي علاقاتها بالدول المجاورة كما هو حال الملكة بلقيس

وغيرها.

وبرأيي، فان التقليل من قدرة المرأة وعدم مساواتها بالرجل في مختلف المجتمعات

مبعثه ثقافة قديمة متجذرة تحط من قدرها ولم تستطع المجتمعات رغم توسع

معارفها وعلومها وتكنولوجياتها التخلص من جاهلية الازمنة السحيقة، حتى في عالمنا الاسلامي الذي لم يطبق مفهوم الشريعة فيما يخص المرأة وحقوقها ولا يزال يعاني من جاهلية مفرطة يرى في المرأة متاع او فرصة للاستغلال المادي، خلافا لما قال نبي الاسلام: انما النساء شقائق الرجال.

وكما نرفض ظلم الانثى بسلب حقوقها وعدم مساواتها بالذكر، فاننا نرفض بالمقابل تمييز الانثى على الذكر في العطايا والمودة والرعاية، فبعض الاسر تميل الى تدليل الفتاة ومنحها حقوق اكثر من أخيها بشكل مفرط مما يجعلها انسانه متسلطة

وتفقد القدرة على تحمل المسئولية في مواقف تواجدها في الحياة، بل تفشل كثيرا في حياتها الاسرية نتيجة تدلليها الزائد، ناهيك شعور أخيها السلبي لانه لم

يحظ بنفس الامتيازات التي حصلت عليها من ابويها.

فالتمييز بين الابناء يجعلهم غير اسوياء يخلق بينهم الحقد ويهدر قيم المودة والرحمة والتماسك الاسري ويدعو إلى التفكك، ولذلك حث نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم الى اقامة العدل بين الابناء كما في قوله: «اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم»، وقوله ايضا في حديثه الشريف: «ساووا بين أبنائكم في القُبَل».

بل نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم دعانا للعدل بين الابناء في الهبات والعطايا كما في قوله: » اعدلوا بين اولادكم في النحل كما تحبون ان يعدلوا بينكم في البر واللطف» المقصود ب(النحل) التبرع والعطايا والهبات التي يجب ان نساوي

بينهم عند منحها.

و انني في مقالي هذا لا أطلب مساواة المرأة بالرجل او تربية المرأة على طريقة تربية الرجل

لان ليس دائما تربية الرجل لائقه و بالضرورة ليست دائما ملائمة لطبيعة المرأة و شخصيتها و تكوينها و لا اطالب حتما معاملة الرجل كالأنثى تماما

و لا يمكن ان يعني العدل و المساواة التطابق ولا يمكن أبدا ان يكون ما يناسب المرأة هو نفسه ما يناسب الرجل و لا يمكن ان يكون متطلبات المرأة مثل متطلبات الرجل

و الواعي يفهم هذا انما وجب التنويه

لذا وجب التوضيح ان المساواة من الممكن ان تكون شراء هدية لكل طفل في العيد ولا يعني شراء نفس الهدية. ومثال آخر شراء ملابس كسوة لاولادكم واجب عليكم كسوتهم دون تفرقة بين ولد و بنت لكن ملابس البنت لا تشبه ملابس الولد

فإن حقوق الطفل على أبويه و اسرته ابتداء من تسميته اسماً حسنا و إطعامه و إيوائه و كسوته و تعليمه وتربيته و تقويم شخصيته و سلوكه و تهذيبه و رعايته و حمايته من المخاطر الصحية و النفسية و الجسدية و الاجتماعية و الاخلاقية كلها واجبات الاهل على اولادهم

على الذكر و الانثى سواء

و عدم اكراه الاولاد على الزواج بمن لا يرغبون او زواج القاصر انثى ام ذكر او استغلالهم لمصالح شخصية او مكاسب مادية او الاتجار بهم او إرغامهم على العمل المبكر (عمالة الأطفال) او ايذائهم بالضرب و الشتم و الاهانة. و علينا حمايتهم من اعتداءات الآخرين بكافة أنواعها.

كل هذا و ما يزيد ولا يسعنا ذكره لطول شرحه كلها حقوق واجبه على الاهل لإنجابهم طفل او أطفال على هذه الدنيا حتى يشتد عودهم و يكبرون

فلا نفرق بينهم بالمعامله و العاطفة والعطاء الإنساني و المعنوي و النفسي و المادي

و لا اعلم من اين جاءوا بفكرة ان الولد فقط هو السند

او الولد هو الضمان للأم و العائلة للمستقبل بينما البنت عبء و الكارثة ان من يقول هذا بنت ايضا ومن يروج لهذا بنت!

ورغم ان البنت حاليا صاحبة شهادات و مهنه و راتب و اموال إلا ان مازالت بعض العائلات تفضل الذكور على الإناث لاسباب مادية

ومن هنا يجب علينا التفكير جديا في حلول لهذه الظاهرة ومن الممكن البدء في اضافة نصوص جديدة في المناهج التعليمية والخطاب الديني و المنابر الإعلامية.

فالعائلة هي نواة المجتمع و البذرة التي تقوم عليها المجتمعات إذا صلحت صلح الوطن كله

و بالنهاية لكل من تسول له نفسه ان يقرن المساواة في التربية والمعاملة بين الولد والبنت في البيت ومحاولة شيطنة المطالبات بحقوق المرأة الطفلة فهي محاولات ابتزازية فاشلة

فلم يكن يوما معاملة البنت بطيب و حفظ كرامة و اعطاء حقوق إلا صونا لها و لكرامتها ومكانتها.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF