خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

العدل بين الإناث والذكور أمن إنساني (1-2)

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
سارة طالب السهيل رغم ما شهدته البشرية من تطور نوعي في حقوق الانسان، وحقوق المرأة، فان الشوط لايزال طويلا لاقامة العدل الاجتماعي في مساواة الأنثي بالذكر في الحقوق والواجبات بدءا من المؤسسة الاسرية إلى الحياة العملية والاقتصادية التي لا زالت تميز في الحقوق بين الجنسين.
لاشك أن التفرقة في التربية بين البنت والولد مبعث كثير من الشرور التي يعاني منها المجتمع عندما يكبران وهما محملان بأمراض نفسية وقلبية وغيرها.
فأن التفرقة في التربية بين الابناء لا تنعكس أضرارها على الشخص نفسه بل يتأثر بها المجتمع كله، نتيجة تشرب هؤلاء الاطفال السلوكيات الخاطئة من أسرهم منذ الصغر، فتمتد مشكلاتهم إلى الزملاء في المدرسة والعمل.
فالطفل الذي يحظى بكل الرعاية داخل اسرته وتلبي كل احتياجاته وينعم بالعطف والمودة أكثر من شقيقه أو شقيقته، يشعر بالتميز عن أقرانه فيصبح اكثر أنانية وغرورا وتعاليا على أهله والمجتمع كله، بينما الشقيق المهمل عاطفيا فيفقد الثقة في نفسه ويشعر بالنقص والضعف وقلة الثقه بالنفس، مما ينتج عنه فشلا كبير في دراسته ومراحل حياته المهنية والاجتماعية.
وتصبح المشكلة أكبر عندما يتم التمييز بين الولد والبنت، فقد تميز بعض الاسر البنت على الولد فيشعر بالدونية ويكره جنسه وتهتز شخصيته فلا يكون قادرا على تحمل المسئولية.
والعكس من ذلك وهو الاكثر شيوعا في كثير من المجتمعات حيث يمنح الولد كل الامتيازات العاطفية والمادية في مقابل اهمال رعاية البنت وعدم مساواتها مع شقيقها في هذه العطايا والتربية الاسرية، ويستمر هذا التمييز بعد بلوغهما، فقد يخصص الأب مسكنا للذكور دون الاناث اللواتي يشعرن بالنقص والدونية والاحتياج خاصة اذا طلقن ولم يجدن مأوى بعد وفاة الأب.
ومثل هذه التفرقة تزرع أحقادا دفينة في قلب الاناث وتهدد صلة الارحام والامن الاجتماعي، ناهيك عن حرمان الاناث من حقوقهن في الميراث لدى الكثير من الاسر اما بسبب الابن نفسه، او الاخوة الاشقاء.
فأزمة عدم المساواة في الحقوق والواجبات تبدأ مع منبت الاسرة وثقافتها التمييزية بين الجنسين، وهذا التمييز حادث في معظم المجتمعات شرقا وغربا الا ما رحم ربي في عالمنا المعاصر، كما كان موجودا في بعض الحضارات القديمة.
تباين الحضارات القديمة
تباين تعاطي الحضارات القديمة مع قيمة العدل والمساواة في الحقوق بين الإناث والذكور، فشمال العراق شهد عصر الزراعة وقامت به أربع حضارات زراعية هي جرمو، الصوان، حسونة، وسامراء، استمرت حوالي ثلاثة آلاف سنة، سادت فيها المرأة كزعيمة وعبدت فيها الإلهة الأم.
وبعدها جاء عصر الكالكوليت واكتشاف المعادن في جنوب العراق، وتحول فيها المجتمع من الطبيعية الريفية الي المدنية وشيوع الحرف اليدوية التي برع فيها الرجال، وساد في هذه الثقافة الرجل كزعيم للقوم وظهر الإله الذكر، حسبما يذكر المؤرخون.
جاءت عبادة الإلهة الأنثى من مكانة المرأة كرمز للخصب والنماء خاصة في بداية العصر السومري، وذلك بفضل اكتشاف المرأة للزراعة وتدجينها للحيوانات مما جعل للمرأة السيطرة على الارض عبر سيطرتها على الانتاج الزراعي.
وانقلب الحال ضد المرأة، بعد ظهور قوانين وإصلاحات «أوروكاجينا» الذي رغم انه قرر اعفاء الآيتام والآرامل من الضرائب ورسم خططا اقتصادية رصينه ونادى بالحرية للمرة الأولى على الإطلاق إلا انه رسم قانونا يقول
"المرأة إذا تحدثت بما يسيء إلى الآخرين،فيجوز تهشيم أسنانها بآجرة».
و«أور نمو»
الذي فرق بين الرجل والمرأة بالعقوبة في حالة ارتكاب أفعال مشينة بدلا من عقابهم معا عقابا متساويا..اما «حمورابي»، فقد كان من وجهة نظري عادلا بهذا فقد اسن قانونا بالمادة
رقم (124) التي تنص على انه اذاتزوج سيد امرأة واصيبت بمرض واراد أن يتزوج ثانية، فله أن يتزوج ولا يجوز أن يطلق زوجته الاولى التي اصيبت بمرض.
كان للمرأة في فترات معينة في بلاد مابين النهرين حقوق متساوية مع الرجل مثل التجارة و طلب الطلاق و الانفصال و العيش في مكان منفرد وغيرها.
وبلاد النوبة (جنوبي مصر) في الفترة ذاتها، فان الحضارة المصرية نهضت بمكانة المرأة، وساوت بين الرجل والمرأة، فتملكت النساء الأراضي التي أشرفن على إدارتها بأنفسهن؛ وتحقق لهن الاستقلال المادي والاقتصادي، وكان لها الحق في إقامة الدعاوى القضائية بنفسها، وتمثيل شهادتها أمام القضاء.
ونظرة الفيلسوف الإغريقي سقراط للمرأة كانت اكثر سوادا كما عبر عنها بقوله: «إنَّ وجودَ المرأة هو أكبر منشأ ومصْدر للأزمة في العالَم، إنَّ المرأة تُشبه شجرةً مَسْمومة، حيث يكون ظاهرها جميلاً، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالاً».


محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF