خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

جديد نتنياهو هو قديمه.. خطابه في الكونغرس مثالا..!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. محمد كامل القرعان

أمام الكونغرس الأميركي، وبحفنةٍ من الأكاذيب التي يندى لها جبين العالم الحي، عكس خطاب نتيناهو حالة من الانفصال عن الواقع بكل أبعاده وبما يمثل استمراراً لسياسة أمريكا الداعمة لدولة الأحتلال التي تتجاهل حقوق الفلسطينيين باستقلالهم، وتُعطي الضوء الأخضر لمواصلة جرائمه ومجازره بحق المدنيين الغزيين.

وما حظي به رئيس حكومة الأحتلال المتطرفة نتنياهو من التصفيق الحار في الكونجرس لم يحظ به رئيس أمريكي من قبل، وهذا يدل على مستوى العلاقة العضوية بين اسرائيل اليهودية والولايات المتحدة الاميركية؛ ليعلن من هناك شروطاً جديدة لإنهاء العدوان الغاشم على غزة؛ فالعالم امام حرب مفتوحة وتوسيعها إلى حرب إقليمية شاملة وارد، وإقامة محور إقليمي بقيادة إسرائيل في المنطقة، ليس بقيادة أمريكا، لشن حرب على إيران، ولمواجهة ما يسمى (محور المقاومة)، وهو المحور الذي يضم الجبهات السبع، التي تحدث نتينياهو عنها أكثر من مرة، في إطار رؤية للصراع المستمر في الشرق الأوسط، ومحاولة إحداث انقلاب في ميزان القوى الحالي لصالح المحور الصهيوني.

نتنياهو الذي حظي بأربع فرص بالكونجرس لالقاء خطابه، قدّم سردية إسرائيلية، هي أوهن من بيت العنكبوت، وأمام حقائق الواقع وأرقام المؤسسات الدولية الأممية التي تثبت جرائم الإبادة والمجازر الجماعية المتواصلة بقطاع غزة منذ أكثر من عشرة شهور خلفت اكثر من مائة الف ما بين شهيد وجريح بحق المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة، وهي حقائق نازية أخرى لن يزورها التصفيق الحار الذي ناله الفاشي من أعضاء الكونغرس ولن يمحوها التاريخ، وباعتبارهم الشركاء والرعاة للإجرام الصهيوني، الذي أتى ابسط مقومات الحياة الأساسية في غزة بوحشية واجرام لم يسبق له مثيل في التاريخ البشري.

لكن نتنياهو واللوبي الصهيوني من ورائه، لا يهتم بالرأي العام، وإنما بكسب تأييد مراكز صنع القرار في أميركا صاحبت المدد في المال والسلاح والدعم الدبلوماسي، والتواؤم مع مصالح المجمع العسكري- الصناعي – المالي في الولايات المتحدة. رغم معرفة نتنياهو حق المعرفة أن الرأي العام الأميركي، خصوصا بين الشباب الذين وصفهم بالمتأمرين ضد السامية والجهل بالتاريخ والجغرافيا، يقف بقوة ضد منطق تبرير استمرار العدوان الوحشي في غزة، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه المشروع في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة بحسب المواثيق والقرارات الدولية، وأعلن أنه يريد فلسطينيين على مقاسه (لا يريدون تدمير إسرائيل)، عملاء بتعبير أدق، لا شأن لهم بقضيتهم ولا علاق لهم بالمشروع الاسرائيلي في المنطقة، فقط يحملون عنه أعباء الاحتلال وامن اسرائيل؛ ولا «تحرّض على إسرائيل» (برأيه).

واكتفى بالحديث عن القدس الموحّدة، ومن يجرؤ على قبول حل يستثني القدس ومقدّساتها؟ وكل ذلك يجعل من حديثه عن «التحالف الإقليمي» بلا قيمة، فهو يريد تطبيعا بلا ثمن. رغم شكره أميركا على التسليح، إلا أنه قرّمها ضمنيا لأنها لا تفعل ذلك كما ينبغي. وأخطر ما تضمن خطاب نتنياهو هو نشر الأكاذيب منها إيصال المساعدات إلى غزة والوقوف مع السلام من وجهة نظره، ومحاولته ترويج رؤيته لليوم من حربه على غزة وبالتالي هي إبقاء الاحتلال وإعادة هندسة الوعي الفلسطيني وهذا انعطاف نحو الفاشية.

وخطاب نتنياهو أمام الكونغرس يجعله المسؤول الأجنبي الوحيد في العالم الذي يتحدث في الـ «كابيتول» للمرة الرابعة، متجاوزاً الزعيم البريطاني وينستون تشرشل، لكنه في الوقت نفسه يطرح تحديات للسياسي الإسرائيلي الذي يسعى إلى تأكيد علاقة بلاده مع الولايات المتحدة باعتبارها الحليف الرئيس لها في الشرق الأوسط، بعد أشهر من التوترات حول إدارته لحرب غزة، وفي الوقت نفسه يرغب في حشد الدعم لإسرائيل مع فتح جبهة أخرى محتملة للصراع من قبل «حزب الله» في لبنان، إضافة إلى هجمات الحوثيين في اليمن.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF