خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

«المفاوضات».. استراحة محارب لإسرائيل

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. محمد كامل القرعان

من الصعب النظر إلى العدوان الاسرائيلي على غزة بمعزل عن جملة من التطورات السياسية: الفلسطينية والإسرائيلية والإقليمية، والتي تجلت جميعها بصورة لا تخطئها العين، تاركة آثارها الواضحة على المنطقة والعالم باسره.في ظل انعدام الأفق الواضح أمام إيجاد حلول جذرية للأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر ليكون الأكثر قسوة ودموية وأمام هذا الاستهتار الإسرائيلي والتلكؤ الواضح في تطبيق ما تم الالتزام به في التفاهمات الإنسانية الدولية.

الأمر الذي جعل الفلسطينيين رهائن المزاج الإسرائيلي، وأوصل الأوضاع المعيشية في القطاع إلى مستويات غير مسبوقة من التدهور والمعاناة. فكان لنتنياهو ما أراد ووزراء حكومته، لكنه نكث بوعوده، وأخلفها، وتراجع عن تعهداته. في جولة العدوان الأخيرة، ورأى الفلسطينيون أن ثمة فرصة أُخرى سانحة لا بد لهم من استغلالها إيجابياً، وتتمثل في إحياء فكرة التفاوض لايقاف الحرب مع تنازلات ومرونة ابدتها حركة المقاومة الإسلامية حماس لكشف نوايا الحكومة الإسرائيلية المتطرفة أمام العالم بانها لا تريد السلام ولا حتى تقبل فكرة خيار الدولتين? لذلك إسرائيلياً فانها ترى في استئناف المفاوضات، فرصة لالتقاط الأنفاس و على أن الأمر لا يعدو كونه استراحة محارب ؛ فإسرائيل لا تريد الخروج من الحرب وهي تشعر بحالة عجز حقيقي عن كسر إرادة الفلسطينيين وتنميط صورة الجيش الذي لا يقهر، على الرغم من أنها أوجعتهم دماراً وقتلاً، ونجحت في جباية أثمان باهظة على حساب حياتهم، البشرية والاقتصادية، لكنهم في المقابل وجهوا إليها ضربات مؤلمة: كمّية ونوعية، جاءت نتيجتها متمثلة في مشاهد الدمار وسقوط القتلى والجرحى، واحتجاز مئات الآلاف من الإسرائيليين في الملاجئ. فقد بدا كما لو?أن الطرفين يحثّان الخطى استعداداً في اتجاه الحسم العسكري النهائي، المكلف عليهما من جميع النواحي، أو نحو إبرام تسوية طويلة الأمد تنهى حالة العداء بينهما.

ولعل الصفقة بحاجة إلى هدوء أمني في غزة بالذات لا يعكر صفو أجوائها، وفي ظل الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والمدعومة أميركياً، فإن هذه الأطراف ربما تستطيع انتزاع تهدئة أمنية في غزة، إلى حين إعلان هذه الصفقة، من دون معارضتها من الناحية العملية العسكرية، ومحاولة عرقلتها إسرائيليا، وليس بالضرورة أن تمنح فصائل المقاومة أولئك الوسطاء شيكاً على بياض باستمرار الهدوء الأمني في غزة والقبول بشروط إسرائيل، وخصوصاً إذا لم تلتزم إسرائيل بالتفاهمات المتفق عليها، الأمر الذي يجعل إعلان صفقة القرن محاطاً بمخاطر أساسية من جبه? غزة؛ فالتوتر في المنطقة وفي منطقة الخليج: في هذا الوقت أيضاً يزداد توترا ويبعث على عدم الاستقرار.

صحيح أننا غير ملزمين بالتسليم بالتقدير الإسرائيلي وما تروج له عبر الإعلام، إلاّ إن تدحرج الأمور في المنطقة وتصاعدها على الجبهة اللبنانية قد يجعل غزة في عين العاصفة، سواء بمبادرة إسرائيلية لمباغتة المقاومة في لبنان على حين غرة، أو بسبب رغبة إيران في البحث عن طوق نجاة من تهديد أميركي يوشك أن يدخل حيز التنفيذ.

أخيراً، فالتزام إسرائيل بالتفاهمات الإنسانية، وهي المسألة الأساسية التي ستحدد شكل العلاقة المقبلة مع غزة: عدوان جديد أم تسوية دائمة.

ان ما نشاهده الآن من استئناف المفاوضات هو أن الطرفين بحاجة إليها فعليا للخروج من الحرب وما أبدته «حماس» من ليونة أكثر من إسرائيل. ولكن هناك حاجة للدخول في تفاصيل صغيرة وهنا تكمن المشكلة، لهذا أعتقد أن هناك حاجة إلى استمرار العمل على تفاصيل هذه الصفقة التي لا يعلمها إلا نتنياهو وحكومته إن أرادا سلاماً بما ينص على إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة.

وختاماً: لا يقتصر أمر معارضة نتنياهو بأنه ضد استقلال الفلسطينيين، بل إن استمراره كرئيس للوزراء يعتمد على دعم المتطرفين اليهود الذين يعتقدون أن كامل الأراضي الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط هبة من الله للشعب اليهودي ويجب أن تكون جميعها داخل حدود إسرائيل. وإذا لم تجبر هذه الحرب الطاحنة في غزة الإسرائيليين على محاولة صنع السلام مرة أخرى، فإن المستقبل الوحيد هو المزيد من الحرب.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF