عماد عبدالرحمن
بالتأكيد، نقف اليوم أمام هذا الإنجاز، هذا التطور، هذا المستوى الرفيع من الأداء الملكي الذي أبهر العالم، فقد آل الملك على نفسه على مدى ربع قرن، ونذر نفسه وجهده وأغدق من أجل رفعة وإزدهار الوطن، وهذا يتطلب منا كإعلاميين أردنيين وقفة منصفة وجادة وإستثنائية لنقول شهادة حق بما أنجز على مدى 25 عاماً، ونضع مصلحة الوطن العليا فوق كل إعتبار، فالساسة يتغيرون وكلنا نمضي ويبقى الوطن فهو ملك للأجيال ولا يجوز النيل منه والتلاعب به مهما كانت الظروف والمصالح.
ولا ننكر حجم الفوضى الهدّامة التي تحيط بنا من كل جانب وتحرق بنارها كل شي، وسط هذا البحر الهائج والأمواج العاتية، فمؤسساتنا ملك للشعب والحفاظ عليها وعلى مقدرات شعبنا واجب، كيف لا؟ وهي مداميك البنيان الوطني التي قامت على أكتاف من سبقونا، ورغم ذلك فالرهان كبير على وعي شعبنا ونخبه السياسية والفكرية والشعبية، وقد أثبتت مؤسساتنا أنها في على قدر المسؤولية، فلا خوف على وطن يحرسه جنود بواسل على طول الحدود، وجنود مجهولون يقودون المؤسسات الى المستقبل بكل كفاءة وإقتدار.
وبوقفة سريعة لا تعطي إنجازات وطننا حقها، نحن مدعوون للتقييم والتفكر بما أنجز وما لم ينجز، وكيف يُنجَزْ؟ فلا ننكر التحولات العملاقة في قطاعات الاستثمار وتكنولوجيا المعلومات والسياحة والتعليم والصحة وتصدير الكفاءات والموارد البشرية الكفؤة، ولا ننكر التطورات السياسية وتمكين الأحزاب السياسية بتحديث التشريعات الديمقراطية وتوسيع دائرة المشاركة في صنع القرار، ولا ننكر أيضاً تحفيز المرأة والشباب المبتكر والمُلهم، ولا الإنجازات الرياضية أو العلمية أو الطبية والانسانية فكنا أول المناصرين والمبادرين لاهلنا في غزة وتحدينا كل الظروف والعراقيل التي وضعها الاحتلال لمنع مناصرة الشقيق في وقت وقف فيه الشقيق قبل البعيد وقفة العاجز المتفرج (..).
نعم إنها 25 عاماً وقبلها عقود طويلة أمضيناها بفضل حكمة قيادتنا في العمل والبناء بدلاً من الهدم والخراب، فكانت القيادة الهاشمية للجميع، ترنو لوطن مزدهر تحت راية جامعة وموحدّة، تنبع من الثوابت والمسلمات الوطنية، تسير بثقة تامة وبإرادة واحدة موحدة ديدنها وعي شعبنا ونخبه والتفافه حول قيادته للحفاظ على مكتسباتنا الوطنية التي كدّ من أجلها الاباء والأجداد، مهما عظمت التحديات والأخطار.
إنها خمسة وعشرون عام مضت، هي ليست صفحات تطوى، ولا زمن عبر ليدخل في أدراج التاريخ، فلنمضي قدماً الى الأمام من أجل الوصول إلى الهدف الأسمى والأجل، ولنواصل تحقيق النجاحات والتميز والإحساس الدائم بالمسؤولية، والحضور الإقليمي والدولي، ليس بقول أو الفكر فقط بل بالعمل الدؤوب، ولنحيي من سبقونا ومَن سيحمل الراية من شبابنا وشاباتنا، ولنفتح الطريق أمام عقود جديدة متجددة من الإستقرار والأمن والوحدة، من أجل قضيتنا الأهم والأسمى، فلسطين والقدس، الأمانة والقدسية والمسؤولية الأكبر والأجل.
كل عام وملكنا بألف خير، كل عام وشعبنا ووطننا بألف خير..