خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

طوفان الأسئلة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. صلاح جرّار

منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأوّل الماضي وما أعقبها من عدوان صهيوني غاشم على غزّة لا يكاد يومٌ واحدٌ يمرّ دون أن تقفز إلى الذهن أسئلة أو تساؤلات جديدة حول ما يجري من الأحداث بكليّاتها أو بجزئياتها وتفاصيلها، وأكثرها أسئلة ممزوجة بالاستغراب الشديد والاستنكار البالغ لبعض الأحداث والمواقف والتصريحات والإحجامات والإقدامات والتناقضات والتخبّطات وغير ذلك ممّا يشكّل في مجموعه طوفاناً من الأسئلة يربك الفكر ويحير العقل ويعيد ترتيب المواقف والاتجاهات. وتتركز غالبية الأسئلة حول مواقف الدول العربيّة والإسلامية ممّا يقع من الأحداث والتطوّرات وممّا يخطّط لها ويدبّر من صفقاتٍ ومخطّطات وإعادة ترتيب لهذا الإقليم أو ذاك. ويتركّز قَدْرٌ كبير من الأسئلة حول مواقف الدول الغربيّة وعلاقاتها بالكيان الصهيوني وأشكال دعمها له والأسباب التي تقف وراء ذلك كلّه. إنّه بالفعل طوفانٌ من الأسئلة يتدفّق باستمرار وتعلو أمواجه بينما العدوان الصهيوني مستمرٌّ ومتصاعد دون توقّف وبأشكال مختلفة ومتجدّدة، من غير أن تصل هذه الأسئلة أو التساؤلات إلى إجابات شافية أو مقنعة سوى ما يظهر هنا أو هناك من اجتهادات لا تستند إلى حقائق ثابتة وهي اجتهادات تزيد الفكر اضطراباً وتشويشاً والحقائق تشتّتاً وضياعاً.

ولعلّ من أهمّ الأسئلة التي تتصدّر هذا الطوفان السؤال عن السرّ في الثقة المطلقة التي تستند إليها حكومة الاحتلال في عدم استعداد أي بلد بصفة رسميّة للتصدّي لهذا العدوان أو على الأقل التهديد بالتصدّي للعدوان، وتتمثل هذه الثقة في تمادي الاحتلال في ارتكاب أبشع أنواع المجازر دون الالتفات إلى صدى ذلك وردود أفعاله في أيّ بلدٍ عربيّ أو إسلامي.

ومن الأسئلة التي لا تبرح الذهن في إطار الدعم الأمريكي والغربي للكيان المحتلّ: ما سرّ هذا الالتزام الراسخ من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وغيرها بضمان أمن هذا الكيان السارق المارق ودعمه بأحدث الأسلحة التي تنتجها المصانع الغربية إلى جانب الدعم المالي والسياسي والإعلامي حتّى لو كان من يتصدّى للصهاينة قطعة أرض بحجم قطاع غزّة وأهلها المحاصرين منذ عقود والمحرومين من كلّ سبل العيش؟ ويتوالد عن هذا السؤال كذلك أسئلة لا تحصى عدداً منها: لو أنّ أحداً من الصهاينة في الكيان المحتلّ أطلق تهمة أو كذبة ضدّ المقاومة أو ضدّ أيّ بلد عربيّ فإنّ دول الغرب تتلقف هذه التهمة وتنشرها في وسائل إعلامها المختلفة حتى تنتشر انتشار النار في الهشيم، حتّى لو كانت هذه التهمة مجافية لكل منطق وعارية عن الصحة ولا يقوم عليها دليل واحد، بينما لو قالت الأمّة العربيّة كلّها قولاً واحداً وأجمعت عليه وشفعته بكلّ الشواهد والأدلّة القاطعة فإنّ الغرب يتغاضى عنه تماماً وينكره، ويتشبّث بما قاله ذلك الصهيوني الوحيد.

ومن الأسئلة المنبثقة عن هذه العلاقة المشبوهة بين الغرب والكيان الصهيوني: لماذا يتعامى الغرب عن عشرة آلاف معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال ويجعل همّه فقط المطالبة بإطلاق سراح مائة وثلاثين صهيونياً أسرى لدى المقاومة؟ ولماذا يتغاضى هذا الغرب عن عشرات آلاف الشهداء الفلسطينيين وعشرات آلاف الجرحى في غزّة على يد الصهاينة ولا يكفّ عن الحديث وبشكل مملّ عن عملية السابع من تشرين الأوّل؟ وسؤال آخر في هذا الإطار هو: ما السرّ في انتفاضة الجامعات الأمريكية والغربيّة ومطالباتها بقطع علاقات حكوماتها وإداراتها مع الكيان الصهيوني؟ وما السرّ في هذا التضارب في المواقف من الكيان الصهيوني بين الإدارات السياسية وطلبة الجامعات؟

ولعلّ من أهمّ الأسئلة المتعلّقة بما يجري على الأرض في غزّة البطلة هو: ما سرّ هذا الصمود الأسطوري للمقاومة وقدرتها على إذلال الجيش الصهيوني؟ لعلّ هذا السؤال هو السؤال الوحيد الذي يعرف الناسُ كلُّهم الإجابة عنه.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF