ما تزال الدولة تتعرض لمحاولات مستمرة وممنهجة، من قبل الجماعات المعادية والقوى المضللة، والهادفة لنشر التشكيك فى إنجازات الدولة ومواقفها الوطنية ونشر الإحباط بين المواطنين، ما يتطلب استمرار بناء الوعى للحد من مساعى تزييف العقول بالشائعات والافتراءات التي لا تمت للواقع بصلة، خاصة أن المشككين دومًا سيكونون في كل إجراء أو إنجاز تقوم به الدولة، مما يستوجب الدعوة لأهمية التنبه لتلك المخططات.
واعتبار أن هذه المحاولات هي بمستوى إعلان حرب على الدولة ورموزها ومؤسساتها، ولا شك بأنه نوع آخر من الإرهاب لم ينته بعد، وما زلنا نواجه حربا من الشائعات، إلا أن الأردنيين منتبهون لذلك.
كم من الشائعات التي تتعرض لها الدولة بشكل يبعث على الحيرة، منذ إندلاع العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة في السابع من أكتوبر، مثلما اتهمنا من قبل البعض في محاولة عرقلة الأردن وثنيه عن مواقفه، وما زالت هذه الشائعات مستمرة وستستمر، ولكن الوعي ما زال موجودا بين الناس.
وتتعرض الدولة الآن لهجمة شرسة من الشائعات والتزييف من الداخل ومن الخارج، من جانب المتربصين، فالشائعات التي يتم بثها وترويجها، تمول بعشرات الآلاف من الدولارات، لتستهدف تصدير حالة من الإحباط بين المواطنين، وتركز بالأساس على جهود الدولة في مساندة الأشقاء في فلسطين وخاصة غزة، ووقف الحرب لكن وعي الاردنيين يقف لهذه الشائعات بالمرصاد، لا سيما أن كثيرا منها خارج عن حدود العقل والمنطق، مثل ما تردد حول بيع الخضار وتصديره للعدو الإسرائيلي واستخدام قواعدنا العسكرية ضد أهداف في غزة وإيران وغيره، وهي شائعات ساذجة أجهضت نفسها بنفسها، ولم يصدقها أي أردني أصيل، وليتجدد العهد بوقوف الشعب صفا واحدا خلف القيادة السياسية ضد الحرب الضروس التي نتعرض لها من مكائد ومؤامرات.
إن بث الشائعات الزائفة ما زالت تستهدف ضرب الاستقرار الداخلي، وهناك من يتفرغ لمحاولة النيل منا ومن مواقفنا العروبية، والتشويش عما يحدث فى الواقع بادعاءات وهمية، مستغلًا الأوضاع السياسية والحرب على غزة والصراعات الدولية التي أدت إلى تأزم الوضع على الصعيد العالمي ومحاولة التأثير على الشعب الأردني بالكذب والخداع.
كل ذلك يتطلب اليقظة ورفع الوعي، وتوفير المعلومات والمصداقية مع المواطنين، وأهمية أن يتحمل المسؤولون لمسؤليتاهم لمواجهة تلك الإشاعات واستمرار معركة الوعي في ظل استمرار محاولات عرقلة جهود الدولة وتزييف العقول، وسط ما نتعرض له من شائعات وأكاذيب وافتراءات غير طبيعية وآخرها ما تناقلته شبكات اجتماعية صهيونية حول تحريف حديث جلالة الملكة رانيا العبد الله واجتزائه بصورة تخدمهم من زيف معلومات، حيث أن الشعب الأردني ما زال يواجه موجات من الشائعات المستمرة التي لا تتوقف عنه قوى الظلام، نتيجة استمرار مسيرة البناء والتنمية وإصرار القيادة السياسية على المضى بخطى ثابتة نحو التغيير، بعيدًا عن تلك الإدعاءات.
وتتخذ قوى الظلام في ذلك مواقع التواصل الاجتماعى منبرا لمخططات تقويض جهود الدولة وتعمل فيها على التشكيك وتشويه الإنجازات، وهدم الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة وكسر الروح المعنوية لديه، فكلما ازدادت معدلات التنمية ترتفع الشائعات ومع مرور الوقت يتثبت لدى الجميع صحة الرؤية الثاقبة التى يتبناها جلالة الملك لتتحطم تلك الإدعاءات أمام كل إنجاز يلمسه المواطن من مواقف ومشروعات وإنجاز ات غير مسبوقة تعود بالخير على الدولة والمواطن.. وموقف الاردن تجاه غزة خير مثال فى ذلك.
وختاما تحاول تلك الشائعات أن تلعب على جهود الأردنيين واحتياجات الفئات العريضة فى المجتمع، لتسعى إلى إثارة الفزع والبلبلة، وهذا يتطلب اليقظة واستنهاض الهمم بتعميق الوعى لمواجهة الشائعات؛ والتصدى لها بالحقائق والأسانيد لتقطع الطريق على مساعى تقويض جهود الدولة، مع أهمية تبني مسار فكري مستنير يؤسس لشخصية سوية قادرة على مواجهة التحديات وبناء دولة المستقبل، بما يسهم فى تحصين الشباب من تلك المحاولات الخبيثة، وتعزيز دور أجهزة صناعة الوعي بمختلف أنواعها واستغلال المنابر الإعلامية.