تسعى الاردن للدفع قدماً لمنع اجتياح اسرائيل لرفح عبر الجهود الدبلوماسية واستثمار علاقاته الدولية والدفع في المفاوضات الرامية لإبرام صفقة تبادل للأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس»، وذلك بهدف التأثير على التحركات الإسرائيلية في رفح، وفي ظل توقعات الاردن من «العواقب الكارثية» على المدنيين في القطاع.
ومع زيادة الحديث عن قرب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، وبدء إسرائيل بصياغة ما وصفتها بأنها (الخطوط العريضة الجديدة التي ستشكل الأساس للمفاوضات مع (حماس) يواصل الاردن حرصه على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة، وتبادل المحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية وتحذيره من خطورة التصعيد العسكري في مدينة رفح الفلسطينية، وانعكاساته الكارثية التي قد تدفع بالمنطقة للانزلاق وإلى حالة من عدم الاستقرار.
ورغم الموقف الأميركي المترنح باعتباره عامل ضغط على إسرائيل وخططها حاليا، ورفض واشنطن بشكل واضح تكرار ما حدث في غزة فيما يتعلق بوقوع الاف من المدنيين بين شهيد وجريح، ومن وجهة نظر ثانية هو الضغط السياسي الداخلي على نتانياهو، لكن اجتياح رفح تعتبر الورقة الأخيرة في يد الحكومة الإسرائيلية المتطرفة أمام الرأي العام، وإذا لم تنجح العملية العسكرية في تنفيذ أهدافها المعلنة من القضاء على قيادات حماس والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، فسيجد نتانياهو نفسه في موقف شديد الصعوبة.
ويدفع الاردن الى جانب مصر وقطر من خلال دور مهم وفاعل ومؤثر في انجاح مسار المفاوضات بين اسرائيل وحركة «حماس» تستهدف تحقيق هدنة في القطاع، وإتمام صفقة لتبادل الأسرى، لكن هذه الجهود المستمرة لم تسفر عن اي نتائج امام تعنت دولة الاحتلال وتلاعبها وتاكيدها على اجتياح رفح الاكثر اكتظاظا لاهالي القطاع.
وموقف الاردن وجهوده ثابتة تجاه العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، ولم يتم قطعها قط، وهناك أفكار مستمرة تطرح لدى الاردن، وستسمر المملكة في ذلك حتى يتحقق الهدف؛ وهكذا فإن قناعة الاردن بإطلاق عملية برية في رفح يؤثر سلباً ويسهم باسقاط عملية السلام في المنطقة بشكل عام، وتلاشي اقامة دولة فلسطينية مستقلة، وما يترتب عليها من المخاطر المرتبطة باندلاع أعمال قتالية في المنطقة، وقد يؤدي ايضا الاستمرار في حرب إسرائيل على غزة إلى موجة من تهجير الفلسطينيين لتوطينهم في شبه جزيرة سيناء.
لكن دولة الاحتلال (إسرائيل) تريد من اجتياح رفح وايقاع مزيد من الضحايا من المدنيين المشي باتجاه السراب، واقناع الراي العام الاسرائيلي والعالمي بهتانا وزورا تأمين عودة الرهائن الذين تحتجزهم حماس منذ السابع من أكتوبر، وتدمير حماس كقوة عسكرية مع تاكيدات اسرائيل بإنها لا تزال تخطط لشن هجوم على مدينة رفح بجنوب القطاع التي يلوذ بها أكثر من مليون من المدنيين الفلسطينيين.