خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الاحتلال وسلاح الإذلال

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. صلاح جرّار

إنّ إحساس الإسرائيليين بالإهانة البالغة في أعقاب هجوم السابع من تشرين الأوّل الماضي دفعهم إلى محاولة التخلّص من هذا الشعور المرير بوسائل وطرق مختلفة، أوّلها ما يقوم به الجيش الصهيوني من هجمات على قطاع غزّة بكلّ ما يمتلك من قوّة مستخدماً كل ما لديه من أسلحة القتل والتدمير والإبادة والهدم والتجريف وتسوية المباني بالأرض وغير ذلك ممّا تقف خلفه روحٌ انتقامية حاقدة ومحاولات محمومة لمحو العار الذي لحق بهم والتصق بأرواحهم ورسخ في ذاكرتهم.

وممّا لجأوا إليه في سبيل محو هذا العار قيامهم بممارسة أنواع وصورٍ من الإذلال للفلسطينيين في غزّة وفي الضفّة الغربيّة وتصوير ذلك بالفيديوهات ونشره في وسائل الإعلام المختلفة وتوجيهه إلى العرب وكأنما يقولون لهم إنّنا قادرون على إذلالكم وإذاقتكم صوراً متنوعّة من المهانة والذلّ. وجميع صور الإذلال التي يمارسها الإسرائيليون في غزّة والضفّة الغربيّة تندرج في إطار المساس بثوابت الأمّة وعقيدتها وشرفها وقيمها ومقدساتها، وفي ذلك إمعانٌ في الإذلال، لكنّه يعبّر في الوقت نفسه عن عمق المرارة والشعور بالمهانة والذلّة التي ?جرعها الصهاينة في الهجوم الذي تعرّضوا له في السابع من تشرين الأوّل.

ومن صور الإذلال التي عمد الجيش الصهيوني إلى ممارستها وتوزيع فيديوهات لها في وسائل الإعلام المختلفة اختطاف مئات الرجال من قطاع غزّة وإرغامهم على خلع ملابسهم وتكبيلهم وتغطية عيونهم واقتيادهم في طوابير والتقاط صور لهم وهم على هذه الحال وبنادق الجنود مصوّبة نحو ظهورهم أو رؤوسهم.

ومن المشاهد الأشدّ إيلاماً وإذلالاً مشهد مئات بل آلاف الغزّيين وهم يتدافعون لالتقاط وجبة طعام أو كيس طحين ينزل عليهم من طائرة تلقي المساعدات عليهم من السماء، أو ينتظرون عند شارعٍ أو تقاطع في انتظار شاحنة تأتيهم بقليل من المعونات الغذائية، ومشهد الأطفال يحملون أواني معدنية وبلاستيكية ويتزاحمون عند أماكن توزيع الطعام.

ومن صور الإذلال التي يمارسها الصهاينة ضدّ أهل غزّة والضفّة الغربية اعتقال النساء الفلسطينيات والإساءة إليهنّ، وهو إذلال لا يتوقف الشعور به عند المرأة التي تتعرض للاعتقال فقط بل يمتدّ الشعور به إلى ضمير كلّ إنسان عربيّ شريف، وهو أمرٌ يدركه الصهاينة ويتعمدون الإقدام عليه إمعاناً في إذلال الفلسطينيين والعرب والمسلمين. ومن صور الإذلال أيضاً إرغام سكان الأحياء المختلفة على الانتقال جماعياً من حيّ إلى حيّ ومن شارع إلى شارع تحت رحمة الجنود والطائرات المسيّرة.

ومن أنواع الإذلال التي تجرأ الجيش الصهيوني على ممارستها المساس بالمساجد واقتحامها بأحذيتهم وأسلحتهم حتى إنّهم أقاموا صلوات يهودية داخل بعض المساجد ونشروا ذلك إمعاناً في النكاية بالمسلمين، وذلك فضلاً عن هدمهم أكثر من خمسمائة مسجد في غزة وحرق القرآن الكريم.

ولعلّ من صور الإذلال التي تستهدف كلّ فلسطينيّ وكلّ عربيّ انتشار مخيمات اللجوء في غزّة، وهو مشهد مثير للشفقة والعطف والحزن والأسى ويشعر الأمّة كلّها بالمهانة والمذلة والعجز والتقصير أمام جرأة صهيونية غاشمة على الأمّة برمّتها وليس فقط على أهل غزة والضفّة الغربيّة. ومن صور الإذلال الشنيعة دهس الفلسطينيين أحياء وأمواتاً تحت عجلات الآليات العسكرية وحمل جثثهم بالجرافات ودفنها.

ومع انتشار مشاهد الإذلال وتأثيرها النفسي العميق لدى العرب إلاّ أنّها لا تمثّل تحقيقاً لأهداف الاحتلال في غسل عاره، بل ما زال أهل غزّة رغم كلّ المعاناة من موتٍ وتشريد ومجاعة يمسكون بعزّتهم وكرامتهم واعتدادهم بشجاعتهم وبطولاتهم التي أذهلت العالم كلّه، وذلك لأنّ أبطال المقاومة يستهدفون بعملياتهم وبطولاتهم عصب القوة الإسرائيلية، وهو الجيش الإسرائيلي، بينما يلجأ الصهانية في تحقيق أهدافهم إلى وسائل رخيصة وخسيسة عندما يستهدفون المدنيين والأطفال والنساء والمدارس والمستشفيات والأهداف الرخوة، وهذا أمرٌ يؤكد جبن هؤلا? المحتلّين وذلّتهم. وكلّما ظن الصهاينة أنّهم مارسوا الإذلال ضدّ أهالي غزّة فاجأهم أبطال المقاومة بعمليات نوعيّة بطوليّة كفيلة بشحن الروح العربيّة بمزيد من الشعور بالفخر والعزّة والكرامة.

وعليه فإنّ الصهاينة لن يفلحوا بالنيل من كرامة الشعب الفلسطيني ما دام هؤلاء الصهاينة يلجأون في تحقيق أهدافهم إلى وسائل رخيصة ويستهدفون المدنيين والضعفاء ويستخدمون الحصار والتجويع والتعطيش والحرمان من الدواء والعلاج، بينما يمضي رجال المقاومة في إذلال الصهاينة وتمريغ أنوفهم في التراب عن طريق المقاومة الشريفة والشجاعة وتنفيذ عملياتهم ضدّ الجيش الصهيوني وآلياته وجنوده وقواعده.
[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF